وجه مفتي بولندا توماس ميسكويتش اتهاما صريحا إلى جمعيات الدفاع عن الحيوانات محملا إياها مسؤولية الحريق الذي اندلع في مسجد مدينة غدانسك في شمال البلاد، مما ألحق به خسائر قدرت ب 10 آلاف يورو بحسب تأكيد المفتي.فقد وصف المفتي الحدث بأنه "هجوم انتقامي"، وذلك ردا على إصراره على ذبح أضحية بمناسبة عيد الأضحى، الذي احتفل المسلمون في 16 أكتوبر بثاني أيامه.حول هذا الشأن أدلى الشيخ توماس بتصريح صحفي أعرب فيه عن ثقته بأن الحريق نشب نتيجة فعل فاعل وعن سابق إصرار.يشار في هذا الشأن إلى أن نشطاء معنيين بالدفاع عن حقوق الحيوان حاولوا في اليوم الأول من العيد الحيلولة دون بدء الاحتفالات بالمناسبة في مدينة بوهينيكي في شرق بولندا.فشل المدافعون عن الحيوانات بتحقيق هدفهم وتم تقديم الأضحية وفقا لشعائر الدين الإسلامي، وجرى بث هذا الحدث بواسطة إحدى القنوات المحلية، ما اعتبر توثيقا لانتهاك القانون البولندي الذي يحظر ذبح الخراف وفقا لقانون "حماية الحيوانات".أثارت اعتراضات المدافعين عن الحيوانات حفيظة الكثير من المتابعين للأمر، حتى أن هؤلاء أعربوا عن دهشته إزاء عدم اكتراث المدافعين عن الحيوانات بحقوق الدجاج البقر والخنازير، التي يجري التهامها في بولندا يوميا وبأعداد كبيرة.الجدير بالذكر أن غالبية المسلمين البولنديين ينحدرون من أصول تترية، يعيشون في البلاد منذ قرون. بدأ الاتصال بين بولندا والمسلمين في القرن ال 13 حين هاجم التتار هذه البلاد، ومن ثم استحسنوا البقاء والإقامة فيها.مع مرور الوقت تحولت العلاقات بين البولنديين ومسلمي البلاد إلى ما أشبه بالمهادنة، وتطوع عدد كبير من أبناء الجالية الإسلامية التتار للحرب في صفوف الجيش البولندي ضد الغزو الألماني، لكن شريطة أن تسمح لهم السلطات بممارسة شعائرهم الدينية بحرية. حظيت الجالية المسلمة باحترام الملوك البولنديين وتم بناء أول المساجد في البلاد في القرن ال 15.