شب نهاية الاسبوع الماضي حريق مهول بسوق الملابس الكائن وسط مدينة المنيعة القريب من عدد كبير من المؤسسات الخدماتية وقد اثارت الحادثة هلعا كبيرا وسط السكان الذين عادت إلى اذهانهم صور الحريق الذي نشب قبل شهر من الآن بحي أولاد عائشة والذي أتى على عشرات أشجار النخيل المتخللة للنسيج للعمراني وتهديد جزء من فندق البستان المجاور. كانت الساعة تقترب من الثالثة مساء حين بدأت ألسنة النار تتصاعد من المنطقة لتتعالى صرخات الباعة الذين لم يصدقوا أنهم بأم أعينهم يوثقون لخراب ممتلكاتهم كما أن عددا منهم كان نائما ولم يفق إلا وألسنة النيران تحاصرهم ملتهمة كل ما جاء في طريقها من الملابس والأحذية بل وحتى النقود الورقية والمعدنية ورغم مقدم السلطات المحلية للبلدية والدائرة لعين المكان لمتابعة الوضع عن كثب يرافقها تدخل أعوان الوحدة الثانوية للحماية المدنية مدعومين بشاحنتي إطفاء وشاحنة ذات صهريج مائي تابعة لمركز تدريب القوات الجوية القريب وشاحنة إطفاء تابعة لمطار المنيعة يضاف إليه تطويق المكان من طرف رجال الشرطة والجيش والدرك الوطنيين والحرس البلدي حماية للأفراد والممتلكات ومصالح شركة سونلغاز، إلا أن كل ذلك لم يمنع أن تسجل الوحدة الثانوية للحماية المدنية في حصيلتها أن الحريق الذي تطلب إطفاؤه قرابة الأربع ساعات متواصلة تظل أسبابه مجهولة رغم وجود تأويلات من شهود عيان تصب في أن الكارثة سببها شرارة كهربائية أو حريق متعمد أو انفجار قارورة غاز صغيرة وقد خلف الحريق -حسب الرواية الرسمية- احتراق 45 طاولة لعرض السلع و 10 متاجر واستخراج 05 قارورات لغاز البوتان ذات الاستعمال المنزلي من بينها قارورة انفجرت في عين المكان وكادت تؤدي إلى كارثة حقيقية ومما ضاعف من الخسائر التي كانت مادية محضة وخلت من الجرحى ما عدا حالة اختناق واحدة تم إسعاف صاحبها أن العديد من المتاجر كانت مغلقة وتطلب استدعاء أصحابها عبر الهواتف النقالة مدة من الوقت وقد أدت الحادثة إلى حدوث حالات انهيار عصبية لأصحابها الذين فقدوا في دقائق كل شيء حتى الحق في التعويض كون أغلبيتهم لا يملكون سجلا تجاريا وغير مؤمنين وكانت الفرصة سانحة للمواطنين للتعبير عن غضبهم من الجهات المسؤولة على أعلى المستويات نظرا لعدم اهتمامها -حسب قولهم- بالوضع المزري للوحدة الثانوية للحماية المدنية التي تمتلك عتادا باليا وقليلا لا يكفي لتغطية دائرة بحجم المنيعة ذات كثافة سكانية تصل إلى نحو 60 ألف نسمة. في حين أن مناطق عبر الولاية تحظى بالأفضلية في كل شيء. كما أدى غياب فوهات الحريق إلى ارتفاع حجم الخسائر رغم أن حريق حي أولاد عائشة كشف بشكل واضح خطورة غياب هذه العناصر المهمة المساعدة في احتواء الحريق كل ماسبق أضحى حسب الكثيرين يستدعي اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة منها دعم الوحدة الثانوية للحماية المدنية بالأعوان وبالتجهيزات الجديدة والمتطورة التي تراعي طبيعة المنطقة والعمل على نشر فوهات الحريق إلى جانب توفير شروط الأمان في المجمعات التجارية وتنظيمها. أما من جانب القرارات المتخذة من السلطات المحلية فقد علمت "النهار" أن رئيس البلدية سيعقد لقاء طارئا مع الجهات ذات الصلة بتسيير الأسواق يكشف من خلاله عن قرار يقضي بغلق السوق نهائيا وجعله أسبوعيا في منطقة بعيدة عن الاكتظاظ السكاني يرجح أن تكون منطقة بلبشير أو بلعيد.