طالبت الحكومة الفلسطينية المقالة وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تديرها في قطاع غزة بمحاكمة قتلة الرئيس الراحل ياسر عرفات وكشف ملابسات الجريمة عقب صدور تقرير طبي سويسري يؤكد مقتله بالسم. وقال المتحدث باسم حكومة غزة إيهاب الغصين في تصريح صحفي مساء امس الاربعاء "بعد تأكد اغتيال الرئيس عرفات بالبلوتونيوم, الحكومة الفلسطينية(المقالة) تطالب بالكشف عن القتلة ومحاكمتهم وتستغرب من التقاعس حتى اللحظة في كشف القتلة وملابسات الحدث". وكان تقرير صادر عن المركز الجامعي للطب الشرعي في مدينة لوزان السويسرية مساء امس قداكد أن مقادير غير طبيعية من البولوتنيوم وجدت في حوض عرفات وأضلاعه وفي التربة الموجودة تحت جثمانه. وكشف العلماء السويسريون عن وجود بولونيوم مشع في رفات الرئيس الراحل ياسر عرفات,وعثروا على مقادير تصل إلى 18 ضعف المعدل الاعتيادي من مادة البولونيوم المشع في تلك الرفات, مما يرفع نسبة الاشتباه إلى 83 بالمائة حول وفاته مسموما بهذه المادة. وكان عرفات أصيب بمرض غامض في 12 أكتوبر 2004 أثناء حصار مقره في رام الله من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي على خلفية أحداث انتفاضة الاقصى. وظهرت على الزعيم الراحل أعراض غثيان يصحبه قيئ وآلام بطن شخصها طبيبه حينها بإنفلونزا كان قد أصيب بها قبل مدة,لكن حالته استمرت بتدهور لم ينجح بإيقافه أطباء مصريون وتونسيون مما استدعى نقله في 29 أكتوبر إلى مستشفى بيرسي العسكري في باريس. وأخفق الأطباء الفرنسيون في تشخيص حالته وهو ما أدخله في غيبوبة ما لبث أن توفي بعدها في 11 نوفمبر 2004 عن 75 عاما.ولم يخضع عرفات بعد وفاته في فرنسا للتشريح أو يتحدد سبب وفاته أو يكشف عن سجله الطبي وهو ما أثار الاشتباه في أوساط الفلسطينيين بأنه مات مسموما. بدورها, قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن نتائج تحليل عينات الرئيس الراحل ياسر عرفات من قبل الفريق السويسري تؤكد أنه تعرض للاغتيال وأن الوفاة ليست طبيعية. واتهم الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري في تصريح صحفي مساء الأربعاء الاحتلال الإسرائيلي بالمسؤولية عن عملية الاغتيال, مذكرا أن رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل أول من اعتبر أن وفاة عرفات ناتجة عن عملية اغتيال بالسم واتهم الاحتلال بذلك في حينها. ودعا ابو زهري السلطة في رام الله إلى إعلان وقف المفاوضات فورا في ظل هذه النتائج الخطيرة, وإلى القيام بالتحقيقات اللازمة لكشف ذيول الجريمة. وكان علماء سويسريون وفرنسيون وروس قد حصلوا في نوفمبر من العام الماضي على عينات استخرجت من رفاته بعد نبش قبره في رام الله لتحليلها لمعرفة أسباب الوفاة.