نجح مشروع قرار قدمته السعودية يتهم الحكومة السورية بارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان في الحصول على موافقة بالأغلبية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسط جدل علني بين السفير السعودي ونظيره السوري حول حقوق الإنسان والمرأة والفتاوى الدينية، وصل إلى حد التراشق بأبيات الشعر. وحصل مشروع القرار السعودي، الذي يدين ايضا استخدام السلاح الكيماوي ضد مناطق سورية تخضع لسيطرة المعارضة على موافقة 123 دولة، وهو يهدف إلى "تعزيز وحماية حقوق الإنسان للشعب السوري الذي تستهدفه حكومة دمشق بكل أنواع القتل والإبادة الجماعية." وقال السفير السعودي لدى الأممالمتحدة، عبد الله بن يحي المعلمي، في كلمة أمام الجمعية العامة، إن النظام السوري "فرض نفسه على رقاب الناس وأصر على الاستمرار في حكمهم رغماً عن إرادتهم" كما اتهمه ب"الاستنجاد بالمليشيات الطائفية،" ولم يستبعد أن يكون عدد القتلى في سوريا قد ارتفع إلى 140 ألف قتيل. وتوجه المعلمي في كلمته إلى المندوب السوري في الأممالمتحدة، بشار الجعفري، قائلا إنه سوف "يسعى إلى تحويل الأنظار عما يجري في بلاده، وأن ينتقد المملكة العربية السعودية أو غيرها من الدول الراعية للقرار" مضيفا أن لدى الجميع أخطاء إلا أنهم "لا يقومون بقصف مدنهم بالطائرات ولا يدكونها بالدبابات" ودعاه إلى "الخجل من محاولة التستر على جرائم سلطته" واختتم كلمته بأبيات للشاعر المصري أحمد شوقي من قصيدة: "سلام من صبا بردى أرق...ودمع لا يكفكف يا دمشق." من جانبه، رد السفير السوري بالقول إن السعودية وقطر وتركيا تتحمل المسؤولية عن استمرار ما وصفها ب"الأعمال الإرهابية" في بلاده التي قال إنها "تقوم نيابة عن العالم أجمع بمكافحة إرهاب المجموعات التكفيرية الضالة التي يمولها نظام الحكم في كل من قطر والسعودية." ورفض الجعفري دعوات السفير السعودي الذي اتهمه بالتدخل في "الشؤون الداخلية لأفكاره" على حد قوله، واعتبر أن السعودية "آخر من يحق له التحدث عن حقوق الإنسان"، واتهم الرياض باتخاذ مواقف متطابقة مع زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، عبر الدعوة إلى "الجهاد في سوريا." وبانتهاك حقوق المرأة والعمالة الوافدة. وأشار الجعفري إلى ما وصفها ب"الفتاوى المخجلة التي أضحكت العالم" وعدد بينها "منع المرأة من ركوب الدراجة وقيادة السيارة والسفر والتنقل بمفردها" في السعودية، واختتم كلمته بدوره بأبيات للشاعر السوري نزار قباني قال فيها: ""أنا يا صديقي متعب بعروبتي.. فهل العروبة لعنة وعقاب.. لولا العباءات التي التفوا بها.. ما كنت أحسب أنهم أعراب".