تعمل روسيا على تكثيف مشاوراتها مع الأطراف المعنية بالأزمة القائمة في سوريا لتنسيق المواقف مع اقتراب موعد عقد مؤتمر جنيف 2 الهادف إلى البحث عن حل سياسي للازمة في الوقت الذي حصلت فيه الدول المانحة خلال مؤتمر عقد أمس في الكويت على تعهدات بأزيد من 2 مليار دولار كمساعدات إنسانية للمدنيين المتضررين من الصراع. و مع اقتراب موعد مؤتمر (جنيف 2) المزمع عقده في 22 يناير الجاري في مدينة مونتري السويسرية تتكثف المشاورات و الاتصالات بين الدول المعنية بالصراع المستمر في سوريا منذ قرابة ثلاث سنوات حيث التقى وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف اليوم الخميس في موسكو بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف الذي أعرب عن أمله في أن يحقق المؤتمر الدولي المرتقب "نتائج إيجابية تتمثل في بدء عملية التفاوض بين الأطراف السورية" المتنازعة. وبخصوص مشاركة بلاده في المؤتمر الخاص حول سوريا أعلن الوزير الإيراني أن "بلاده ستشارك في مؤتمر (جنيف-2) إذا تسلمت الدعوة إليه لكننا لن نشارك في حال عدم توجيه الدعوة الينا". اما وزير الخارجية الروسي فقد انتقد "الشروط الإضافية" التي وضعتها الولاياتالمتحدة لحضور إيران أشغال المؤتمر المرتقب. و ينتظر أن يجرى رئيس الدبلوماسية الروسي في وقت لاحق مباحثات مماثلة مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم المتواجد بموسكو فيما صرح لافروف أنه " ليس لدى روسياوإيرانوسوريا أي مشروع منفصل ثلاثي الأطراف حول الأزمة السورية" مضيفا أن مؤتمر (جنيف 2 ) " لا ينتهي في 22 يناير الجاري بل سيمثل هذا التاريخ انطلاقة له". موسكو تنتقد عدم قدرة المعارضة السورية على تشكيل وفد يمثلها في المؤتمر- و يبقى عدم قدرة المعارضة السورية حتى الآن على تشكيل وفد يمثلها في مؤتمر (جنيف 2) "العثرة الرئيسية" أمام انطلاق المؤتمر حسب الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش الذي نقلت عنه وسائل إعلام روسية قوله أن "هذا الأمر بالذات بمثابة العثرة الرئيسية على طريق انطلاق المؤتمر" الذي من شأنه وضع نهاية لحمام الدم ومأساة المدنيين في سوريا وفتح المجال لتسوية النزاع بالطرق الدبلوماسية. وأشار لوكاشيفيتش إلى أن التحضيرات للمؤتمر "دخلت مرحلتها النهائية الحساسة" مشددا "على أن روسيا في اتصالاتها مع شريحة واسعة من تنظيمات المعارضة السورية أعربت و تواصل الإعراب عن موقفها الثابت الداعم لمسألة التمثيل الواسع للمعارضة السورية, ومراعاة مصالحها في مؤتمر (جنيف2 ) الذي ينبغي خلاله على السوريين أنفسهم أن يحددوا مستقبل بلادهم بالتوافق ودون ضغوط خارجية". اتصالات روسية-أمريكية بشأن سير التحضيرات لمؤتمر جنيف 2- وفى إطار تنسيق المواقف استعداد ل(جنيف 2 ) بحث وزير الخارجية الروسي مع نظيره الأمريكي جون كيري مساء أمس الأربعاء خلال مكالمة هاتفية عملية التحضير للمؤتمر حول سوريا الذي يرمي إلى تحقيق الحل السياسي للصراع السوري عبر إبرام اتفاق شامل بين حكومة دمشق والمعارضة لضمان التنفيذ الكامل لإعلان جنيف الذي تم تبنيه عقب المؤتمر الدولي الأول حول القضية السورية في 30 يونيو 2012 . و أفاد بيان لوزارة الخارجية الروسية أن لافروف وكيري بحثا خلال هذه المكالمة الهاتفية سير عملية التحضيرات لمؤتمر (جنيف 2 ) حول التسوية السياسية والسلمية في سوريا مشيرا إلى أن لافروف وكيري اتفقا على "مواصلة الاتصالات وعقد لقاء جديد بين هما على هامش مؤتمر جنيف 2 ". كما التقى وزير الخارجية الروسي الاثنين الفارط في باريس نظيره الأمريكي جون كيري والمبعوث الأممي العربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي حيث تركزت المحادثات حول مسألة المشاركة الإيرانية و مشاركة المعارضة السورية في المؤتمر. سوريا تستفيد من مساعدات بأزيد من 2 مليار دولار و بالتوازي مع الاستعدادت لانطلاق مؤتمر البحث عن حل سياسي للازمة السورية جرى أمس عقد مؤتمر الدول المانحة لدعم الوضع الإنساني الخطير في سوريا حيث خرج هذا الأخير بتعهدات دولية بقديم أكثر من 2.4 ملياردولار أمريكي لإغاثة الشعب السوري سيما منهم اللاجئين والنازحين. وأشار الأمين العام للأمم المتحدة في كلمة ختامية للمؤتمر الذي أنعقد في الكويت أن هدف المؤتمر هو جمع 5ر6 مليارات دولار أمريكي إلا أن التعهدات بلغت 4ر2 مليار دولار أمريكي. وشاركت في أشغال المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا وفود من حوالي 70 دولة من بينها الجزائر التي مثلها وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة. ويأتي هذا المؤتمر للمانحين بعد فشل المجتمع الدولي حتى الآن في معالجة الأزمة السورية الذي كشف عن عجز دولي خطير في الاستجابة لتحديات مثلتها هذه المأساة.