يشتكي العديد من المستهلكين من نوعية حليب الأكياس المبستر لاسيما من ذوقه حتى أنهم يشككون في قيمته الغذائية لكنه و بالنظر إلى سعره المدعم (25 دج) يبقى هذا المنتوج مطلوبا بكثرة على مستوى السوق. إلى 20 بالمائة من المادة الدسمة و 103 غرام من مسحوق الحليب للتر الواحد يقول بعض المستهلكين الذين استجوبتهم وأج بأنه عبارة عن سائل أبيض اللون الذي يكون غالبا مرفوقا برائحة و ذوق غريبين. يقول سعيد و هو موظف أن حليب الأكياس الذي نستهلكه هو في الحقيقة سائل أبيض اللون. و ازداد هذا الوضع حدة منذ بضعة أسابيع لاسيما مع ندرة الحليب و ارتفاع أسعار عدة مشتقات الحليب منذ شهر. و أضاف المتحدث و هو أب لخمسة أطفال أن المستهلكين لاسيما ذوي الدخل الضعيف لا خيار لهم سوى الاستمرار في اقتناء هذا المنتوج بالنظر إلى سعره المقبول لكونه مدعم من قبل الدولة.و من جهته أكد مصطفى زبدي رئيس جمعية حماية و توجيه المستهلك أن حليب الأكياس المبستر لا يتطابق مع المعايير المعمول بها و أن المستهلك غير راض عن نوعيته. و أشار إلى أن المستهلكين يشتكون في كل مرة و منذ فترة طويلة من رائحة و ذوق غريبين. و أوضح أن الجمعية احتفظت على عينات و طلبت من مديرية التجارة لولاية الجزائر العاصمة إجراء تحاليل لكنها لم تقم بذلك لأن الملبنات حسب المديرية تتوفر على أداة للمراقبة الذاتية. و أوضح المهنيون أن سبب هذا الذوق الرديء يعود إلى عدم احترام المقاييس عند معايرة مسحوق الحليب. يشترط دفتر الأعباء الذي يربط الديوان الوطني للحليب بالملبنات 103 غرام من المسحوق المدعم للتر الواحد في حين أن هذه الأخيرة تقلص المقادير لانتاج مشتقات الحليب. بلغ الانتاج الوطني لأكياس الحليب المبستر 5ر1 مليار لتر خلال السنة الفارطة حسب معطيات الديوان. و من جهتهم يجري المنتجون تجارب على أكياس الحليب المبستر فور استلام المادة الأولية (مسحوق الحليب) مرورا بمرحلة المعايرة و التوظيب حسب دحماني المدير التجاري لوحدة كوليتال لبئر خادم الذي يوفر أكبر جزء من الطلب على أكياس الحليب لولاية الجزائر العاصمة. و أضاف أنه "يصرح بأن الحليب الذي تنتجه وحدتنا يتطابق مع المعايير المتضمنة في دفتر الأعباء. وفضلا عن عمليات المراقبة التي يجريها مخبرنا تجري مديرية التجارة للجزائر العامة 3 تحاليل في الأسبوع للتأكد من مطابقة هذا المنتوج مؤكدا أنه لم يتم تقديم أية شكوى بعد اجراء هذه التحاليل الحليب المعبأ في أكياس مطابق للمعايير حسب وزارة التجارة أوضح مسؤول بوزارة التجارة لتر الحليب بسعر 25 دج هو حليب مبستر منزوع الدسم جزئيا يحتوي على قيمة غذائية مقبولة. و اعتبر المدير العام للمراقبة الاقتصادية و قمع الغش بوزارة التجارة عبد الحميد بوكحنون أن "الحليب المدعم المعبأ في أكياس غير غني من حيث الجانب الغذائي مقارنة بأنواع أخرى من الحليب (حليب كامل الدسم أو حليب البقرة) الذي يباع بأسعار حرة. إنه منتوج مطابق للمعايير و ذو نوعية عادية". و أضاف أن السلطات العمومية حددت مقادير المادة الأولية وفق المعايير الدولية و الاعتبارات المتعلقة بالميزانية. و للحفاظ على قيمته الغذائية ينبغي أن يحتوي كيس الحليب من سعة واحد لتر على 98 بالمائة من المستخلص الجاف مما يمثل 103 غرام من مسحوق الحليب. و بالتالي فإنه يخضع "لمتابعة خاصة" من خلال مراقبة تتم على مرحلتين: تخص الأولى الممارسات التجارية فيما تتعلق الثانية بالنوعية. و بخصوص الممارسات التجارية يسهر أعوان المراقبة على أن تحترم وحدات الانتاج الأسعار و المقادير. و من حيث النوعية تجري المراقبة على المنتوج المصنع للتأكد من أنه لا يحتوي على جراثيم قد تشكل خطرا على صحة المستهلك. و في 2003 قامت مثالح المراقبة ب337 تدخل من مجموع 115 ملبنة. و كشفت التحاليل التي أجريت على 1.087 عينة عن عدم مطابقة 100 عينة بحيث أن حوالي 10 وحدات خاصة خفضت المقادير إلى دون 80 بالمائة من المستخلص الجاف. و أكد السيد بوكحنون أن "نوعية الحليب تحسنت كثيرا مقارنة بالسنوات السابقة. و خلال سنتي 2011 و 2012 على سبيل المثال لم تحترم أكثر من خمسين وحدة مقادير مسحوق الحليب في حين لم يتجاوز عددها 10 وحدات سنة 2013.