لا وجود لأي صراع بين الرئيس والمخابرات خرج زعيم الأرسيدي السابق، سعيد سعدي ،عن صمته الذي لازمه منذ استقالته من على رأس الأرسيدي، وراح يدلي بدلوه في الأحداث التي تعرفها الساحة السياسية الوطنية هذه الأيام، حيث انتقد الوضع السياسي والاقتصادي الحالي، وخروج بعض الأسماء التي تخندقت في جسد السلطة، للحديث في هذا الوقت بالذات، كما اعتبر أنه لا يوجد صراع بين الرئاسة والمخابرات. وقال سعدي، الذي نزل أمس، ضيفا على منتدى جريدة ليبريتي، مجموعة من الشخصيات الموالية والمعارضة للسلطة، بمن فيهم من أرادوا الخروج للحديث عن سلبيات النظام الذي قال إنهم عششوا فيه طيلة حقبة من تاريخ الجزائر. وفي هذا الإطار، وبعدما وصف سعيد سعدي حصيلة حكم الرئيس بوتفليقة بالسلبية، راح ينتقد المترشح للرئاسيات رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس، الذي قال إنه يريد الوصول إلى كرسي المرادية بشتى الطرق، واصفا إياه بأنه ازدواجي في الخطاب، ويريد التغيير من دون المساس بجميع أركان النظام، وهو مايعني حسب سعدي، الرغبة في الاستمرارية، من خلال تغيير الأسماء فقط، من دون إحداث تغييرات في الوضع الحالي، قبل أن يصل سعدي إلى خلاصة، مفادها أن بن فليس يريد كرسي المرادية فقط، وليس خدمة الجزائريين وتحسين وضعهم السياسي والاقتصادي. ولم يسلم من انتقادات زعيم الأرسيدي السابق، رئيس الحكومة في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد، مولود حمروش، الذي قال إنه أراد أن يصنع لنفسه كاريزما وهيبة من خلال التزامه الصمت طيلة السنوات السابقة، ليصنع بها اليوم «حدثا»، مستغربا خرجته الأخيرة التي أطلّ من خلالها ونظرته إلى الساحة السياسية. وفي حديثه عن التصريحات التي تطرّق من خلالها إلى جهاز المخابرات، قال سعدي، إن هذا الأمر ليس «طابو»، وأن الحديث عن جهاز «دي أر أس»، أصبح من الممنوعات في الجزائر، قائلا، إنه لا يوجد هناك أي صراع في أعلى هرم السلطة، لا بين الرئاسة والمخابرات ولا بين أي طرف. كما دعا سعدي جميع المترشحين للرئاسيات، إلى مقاطعة هذا الاستحقاق، في حين رفض الرّد على سؤال ل«النهار»، حول حصيلته على رأس الأرسيدي الذي يعيش اليوم مخاضا سياسيا، وعن سبب اختياره لموعد الرئاسيات للخروج والحديث، في وقت ظل صائما عن الكلام طيلة الفترة السابقة.