عبر مدير الممثلية التجارية بالسفارة التونسية في الجزائر رياض بالزرقة ،اليوم ، عن رغبة تونس في تجسيد شراكات بين مؤسسات تونسية و نظيراتها الجزائرية في مختلف القطاعات قصد التوجه المشترك نحو السوق الأوروبية. وصرح بالزرقة على هامش لقاءات مهنية ثنائية نظمت بالعاصمة بمشاركة نحو 20 مؤسسة تونسية وحوالي 200 مؤسسة جزائرية تعمل في مجال الصناعة أن تونس مهتمة بالاستثمار في مختلف القطاعات في الجزائر دون الاقتصار على المبادلات التجارية والتصدير فقط لا سيما في مجال مواد البناء والصناعة الصيدلانية والمواد الغذائية والخدمات والتكوين والهندسة وغيرها. وأكد أن العلاقات الجزائريةالتونسية في الميدان التجاري تتحسن سنويا إلا أنها تبقى "غير كافية" بالنظر إلى إمكانية تطويرها مبرزا ان هدف الطرف التونسي هو رفع عدد المؤسسات التونسية المستثمرة في الجزائر من 200 مؤسسة حاليا إلى 500 مؤسسة في غضون عامين وتعزيز تواجد المؤسسات الجزائرية في السوق التونسية، وتنشط 80 شركة مصغرة تونسيةبالجزائر في مجالات السياحة والصحة والنقل والبناء والأشغال العمومية والمالية والاتصالات والدراسات. وأفاد في السياق ان أكثر من 1.000 منتوج تونسي يستفيد من الاعفاءات الجمركية والامتيازات الجبائية ابتداءا من 1 مارس الجاري في اطار الاتفاقية التفاضلية للتبادل التجاري التي وقعها البلدان. وخلال اللقاء الذي خصص لبحث الشراكة في مجال صناعة قطع الغيار والتجهيزات الميكانيكية وصناعة قوارب الترفيه قال ممثل سفارة تونس: " نحن نريد خلق مشاريع قائمة بذاتها وإنشاء مساحات تجارية في السوق الجزائرية". وأضاف أن "السوق الجزائرية واعدة وقادرة على استيعاب هذا النوع من الشركات" بعدما تخطت فاتورة استيراد السيارات 6 مليار دولار خلال 2012 معتبرا اللقاء فرصة هامة لتعريف المؤسسات التونسية بالسوق الجزائرية وحث المؤسسات الجزائرية على اكتشاف السوق التونسية. وتنشط في تونس أزيد من 100 شركة في مجال صناعة قطع الغيار والتجهيزات الميكانيكية الخاصة بالمركبات وصناعة قوارب الترفيه تصدر منتجاتها نحو العديد من العلامات التجارية الأوروبية المتخصصة في صناعة السيارات. وأوضح المتحدث أن مثل هذه اللقاءات تهدف إلى جذب المؤسسات الجزائرية للاستثمار بتونس في مجالات السياحة والمواد الغذائية والتكنولوجيات الحديثة والمعلوماتية والمواد الصيدلانية والمحروقات داعيا إلى تكثيف اللقاءات الثنائية بين المؤسسات الجزائريةوالتونسية قصد التعريف بدورها وتعزيز علاقات الشراكة. وقال أن "سوناطراك" وباعتبارها شركة جزائرية رائدة في مجال المحروقات "تعتبر أولى من الشركات الأجنبية بالاستثمار في القطاع بتونس". كما أفاد أن المناخ الاقتصادي التونسي يتوفر على قوانين تسهل على المستثمرين الأجانب عملية تصدير منتجاتهم نحو الخارج حيث تمثل الصادرات التونسية 60 في المائة من إجمالي الناتج الداخلي الخام للبلاد. وحسب الارقام التي قدمت خلال اللقاء فقد بلغت الصادرات الجزائرية نحو تونس قرابة 900 مليون أورو خلال 2013 بارتفاع 182 مليون اورو عن 2012 مقابل 368 مليون أورو صادرات تونسية نحو الجزائر بزيادة قدرها 15.5 مليون أورو عن 2012. وتمثل المواد الطاقوية والمواد الأولية 97 في المائة من الصادرات الجزائرية نحو تونس. ويمثل مجال الصناعات الميكانيكية 50 في المائة من الصادرات التونسية منها 150 مليون أورو خاص بقطع الغيار فيما تمثل مواد البناء والمواد الغذائية والصيدلانية النسبة المتبقية.