لا تحزن لأنك مسلم آمنت بالله و رسوله و ملائكته و اليوم الآخر و القضاء خيره و شره. لا تحزن إذا أذنبت فتب و إن أسأت فاستغفر ، و إن أخطأت فأصلح فالرحمة واسعة و الباب مفتوح و الغفران جم و التوبة مقبولة. لا تحزن لأن القضاء مفروغ منه و المقدور واقع و الأقلام جفت و الصحف طويت و كل أمر مستقر ، فحزنك لايقدم و لا يؤخر. لا تحزن لأنك بحزنك تريد إيقاف الزمن و حبس الشمس و إيقاف عقارب الساعة و المشي إلى الخلف ورد النهر إلى المصب. لا تحزن فإن عمرك الحقيقي سعادتك وراحة بالك ن فلا تنفق أيامك في الحزن، وتبذر لياليك في الهم و توزع ساعاتك على الغموم ولا تسرف في إضاعة حياتك فإن الله لا يحب المسرفين. لا تحزن ما دمت تُحسن إلى الناس ، فإنَّ الإحسان إلى الناس طريق السعادة لا تحزن فإن الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، والسيئة بمثِلها لا تحزن فأنت من روَّاد التوحيد ، وحملة الله ، وأهل القبلة ، وعندك أصل حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم ، فعندك خير وأنت لا تدري لا تحزن فأنت على خير في ضرائك وسرائك وغناك وفقرك وشدتك ورخائك " عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك إلا للمؤمن ، إن أصابته سرَّاء فشكر كان خيراً له وإن إصابته ضرَّاء فصبر كان خيراً له. "