غذاء القلب في الإخلاص والتوبة والإنابة, والتوكل على الله, والرغبة فيما عنده والرهبة من عذابه, وحبه تعالى.الزم /يا ذا الجلال والإكرام/، وداوم على /يا حي يا قيوم برحمتك استغيث/، لترى الفرج والفرح والسكينة.إذا آذاك أحد فتذكر القضاء، وفضل العفو، وأجر الحلم، وثواب الصبر، وأنه ظالم وأنت مظلوم, فأنت أسعد حظاً.القضاء نافذ والأجل محتوم والرزق مقدر, فلماذا الحزن؟ والمرض والمصيبة والفقر بأجرها فلم الهم؟. في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة, وهي ذكره سبحانه وطاعته وحبه والأنس به والشوق إليه.رضي الله عن الذاكرين لأنهم أطاعوا أمره، واجتنبوا نهيه، ورضوا عنه لأنه أعطاهم ما أملوا، وآمنهم مما خافوا.كيف يحزن من عنده رب يقدر، ويغفر ويستر، ويرزق ويرى ويسمع، وبيده مقاليد الأمور. الرحمة واسعة والباب مفتوح، والعفو ممنوح، وعطاؤه يغدو ويروح، والتوبة مقبولة، وحلمه كبير.لا تحزن لأن القضاء مفروغ منه، والمقدور واقع، والأقلام جفت، والصحف طويت، والأجر حاصل، والذنب مغفور. أحسن العمل وقصّر الأمل وانتظر الأجل، وعش يومك، وأقبل على شأنك، واعرف زمانك، واحفظ لسانك.لا أفيد من كتاب، ولا أوعظ من قبر، ولا أشام من معصية، ولا أشرف من زهد، ولا أغنى من قناعة. بقدر همتك وجدك ومثابرتك يكتب تاريخك، والمجد لا يعطى جزافاً وإنما يؤخذ بجدارة وينال بتضحية.هون الأمر يهون، واجعل الهم الآخرة فحسب، وتهيأ للقاء الآخرة، واترك الفضول من كل شي. فضول المباحات من المزعجات كفضول الكلام والطعام والمنام والخلطة والضحك, وهي سبب الغم.