المحكمة أصدرت حكما ببراءة محامية بحضور ممثلين عن منظمة «محامون بلا حدود» الدولية أعادت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، الخميس الماضي، وإلى غاية ساعة متأخرة من الليل، النظر في القضية التي هزّت الشارع العنابي سنة 2009، والمتعلقة بجماعة أشرار مُختصة في سرقة الأطفال من المستشفيات وبيعهم لرجال الأعمال وكبار الشخصيات، وقد سبق لذات المحكمة أن نظرت في هذه القضية قبل أن تطعن النيابة العامة في حكم البراءة لمحامية ضمن المتهمين، أين أصدرت المحكمة العليا مذكرة جوابية لقبولها قرار الطعن بالنقض في هذه القضية. هذه القضية الخطيرة تم محاكمة فيها ستة متهمين من بينهم المحامية «و.أ.ظ»، وعجوز تبلغ من العمر 75 سنة، أين تمت متابعتهم بجناية تكوين جماعة أشرار، وجناية المشاركة في الاختطاف، وجناية نقل وإخفاء طفل في ظروف من شأنها الحيلولة دون التحقق من شخصيته، وجناية الاتجار بالأشخاص، وجنحة ترك عاجز غير قادر على حماية نفسه بسبب حالته البدنية في مكان خال من الناس. وقد تم إدانة أربعة متّهمين بعقوبة تراوحت بين عامين إلى ثماني سنوات سجنا نافذا، وهي الأحكام السابقة التي أيّدتها المحكمة والصادرة في المُحاكمة الأولى التي كانت في الدورة الجنائية لسنة 2012، قبل الطعن في القضية من قبل النيابة العامة، فيما تم تبرئة ساحة المحامية «و.أ.ط»، والعجوز من كل التهم المنسوبة إليهما. القضية تعود وقائعها إلى تاريخ 27 من شهر نوفمبر سنة 2009 بعد منتصف النهار، أين اختفت الرضيعة «هاني ريتاج» من عيادة طب الأطفال «القديسة تيريزا» بعنابة في ظروف غامضة، وبتاريخ 29 من نفس الشهر تم العثور عليها موضوعة بداخل سلّة ومُهملة بمُدرّج إحدى العمارات المجاورة للقطاع الصحي بالحجار. وقد باشرت على إثرها عناصر الأمن تحقيقاتها المعمّقة في القضية التي هزّت الولاية حينها، حيث أثبتت التحريات التي باشرتها عناصر الفرقة الجنائية، بأن الرضيعة تعرّضت للاختطاف وأن المتهمة المدعوة «و.أ.ظ» طلبت من صديقتها المتهمة «ب.م.و» مساعدتها في الحصول على رضيع، ولأجل ذلك سلّمتها دفترها العائلي ومبلغ 20 مليون سنتيم لتمكينها من إحضار رضيع لها وتسجيل الرضيع على اسمها، وقد قامت المتهمة الأخيرة بعرض الفكرة على شريكتها «م.م»، فوافقت واتصلت ببعض صديقاتها لمشاركتها في عملية الاختطاف التي تم تنفيذها بمستشفى الأطفال بالولاية والمعروف ب «سانت تيراز»، وبعد خُطة مُحكمة ومدبرة تم تسليم الطفلة «ريتاج» البالغة من العمر ست سنوات حاليا، و3 أيام من عمرها خلال اختطافها، إلى المتهمة «ب.و» وقبضت مبلغ 60 ألف دينار جزائري، وقد عمد المتهم «ح.ش» إلى التسرّب بين زائري الأطفال المرضى بالمستشفى واغتنم تواجد الرضيعة «ريتاج» بسرير نومها من دون زائر، واختطفها خفية عن أعين المرضى بالمستشفى وأعوان الأمن الداخلي، ليقوم بنقلها إلى منزل المتهمة «ج.م» بحضور المتهمات «ح.ف» و«م.م» و«ج. م» ، حيث أخبرتها صديقتها المحامية «و.أ.ظ» التي كانت تنوي تسلم «ريتاج» بعد تسجيلها بدفترها العائلي، وقبل إتمام هذه العملية عرفت المتهمة «ب.م.و» خبر الاختطاف بعد انتشاره عبر الجرائد المحلية، فأحسّت باقتراب اكتشاف أمرها وحاولت التملّص من الجريمة فأرجعت الطفلة «ريتاج» إلى خاطفيها الذين رموها بدورهم في القمامة بالقرب من القطاع الصحي بالحجار، وخلال السماع واستجواب المتهمين أنكروا ما نُسب إليهم، خاصة المحامية «و.أ.ظ»، حيث أشار دفاعها القادمون من فرنسا، إلى أن موكلتهم ليست مذنبة وبريئة من كل ما نُسب إليها، وقد شهدت قاعة الجنايات حضور زملائها وعدد غفير من أصحاب الجبّة السوداء وممثلين عن منظمة «محامون بلا حدود» الدولية، وقد استفادت الأخيرة من البراءة للمرة الثانية على التوالي، كما تواصلت المحاكمة لمدّة قاربت 15 ساعة وسط تعزيزات أمنية مشدّدة بحضور كبير لعائلات المتهمين وزملاء المتهمة المحامية.