أوردت مصادر مؤكدة أن مختلف مصالح الأمن على مستوى ولاية قسنطينة عاشت، خلال 48 ساعة التي سبقت وأعقبت الافتتاح الرسمي لتظاهرة «قسنطينة عاصمة الثقافة العربية»، حالة استنفار قصوى عقب اكتشاف اختفاء 12 قاذف صواريخ للألعاب النارية كبيرة الحجم تفوق قيمها مليار سنتيم استنادا إلى التقديرات الأولية، من بين الشحنة التي حضّرتها شركة صينية متخصصة في المجال بالساحة الرئيسية للجامعة المركزية قبالة قاعة المحاضرات محمد الصديق بن يحيى وتم إطلاقها خلال الافتتاح. كشفت مصادر "النهار" أن مجهولين تمكنوا من التوغل إلى حرم الجامعة الذي تشرف على حمايته أمنيا شركة خاصة، مع أن الموقع حظي بتغطية استثنائية بحكم تواجده قرب فندق «ماريوت»، وهو المحطة ما قبل الأخيرة التي تفصل عن التوجه إلى قاعة «الزينيت» التي تحول اسمها إلى قاعة «أحمد باي»، في برنامج زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال والطاقم الوزاري المرافق له، فضلا عن الزوار العرب، على رأسهم الأمين العام للجامعة العربية. وقبل وصول الوزير الأول ومرافقيه، تنقل وفد أمني رفيع المستوى لمعاينة موقع تواجد الألعاب النارية لمتابعة مستجدات القضية التي أخذت بشأنها التحريات مسلك استغلالها في أعمال إرهابية قد تستهدف التظاهرة وضيوف المدينة، خصوصا أن القاذف الواحد يبلغ طوله أكثر من متر ونصف ومحشو بكمية معتبرة من المتفجرات يمكن استعمالها كأحزمة ناسفة، فضلا عن استعماله حصريا من طرف أخصائيين في المتفجرات والألعاب النارية كبيرة الحجم، كما أن نقلها يخضع إلى إجراءات أمنية استثنائية. المعلومات المتوفرة أكدت أن حالة التأهب والمتابعة الدقيقة لحادثة الاختفاء الغامض مكنت من الوصول إلى وجهة قاذفات الصواريخ النارية، بعدما تبين استعمالها وسماع دويّها على مرتين في زمن غير الوقت الحقيقي لموعد إطلاقها الرسمي ضمن الاحتفالات، لتهرع مصالح فرقة البحث والتحري إلى حي شعاب الرصاص غير البعيد عن بنايات الجامعة المركزية، أين اتضح أن صاروخي الألعاب النارية تم إطلاقها في عرس، ورغم الصعوبة الكبيرة التي واجهت رجال الأمن من أجل تفتيش المكان، تم استرجاع 10 قاذفات أخرى لم تستعمل بعد، مع توقيف 5 شباب في العقد الثاني من عمرهم تورطوا في عملية التسلل إلى محيط الجامعة وسرقة شحنة الألعاب النارية التي تم إهداؤها إلى جارهم ليلة حفل زفافه.