في قرار فجائي وغير منتظر، تم، ليلة أول أمس، إزالة تمثال العلامة الشيخ عبد الحميد ابن باديس من الموقع الذي وضع فيه بوسط مدينة قسنطينة مقابل دار الثقافة محمد العيد آل الخليفة، وتم تحويله إلى أحد المتاحف، عقب الحملة الشرسة التي شنها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي.وكذا مطالبة عائلة العلاّمة السلطات المحلية بإزالة التمثال الذي اعتبر إهانته لشخصية الشيخ عبد الحميد ابن باديس، فضلا عن عدم تطابق ملامحه مع الملامح الحقيقية للشيخ، ناهيك عن عمليات العبث التي طالت التمثال من طرف بعض الشباب والمراهقين الذين أساؤوا لهذه الشخصية التاريخية، حيث تم تداول صور شابين يضعان سيجارة في فم العلامة، وأخرى يحمل فيها هاتفا نقالا، وشاب آخر جالس فوق رأسه.وقد أثارت هذه الصور موجة من الغضب والاستياء وسط عائلة الشيخ عبد الحميد ابن باديس وكذا جل المواطنين، الذين طالبوا بإزالة التمثال نظرا للإهانات التي تعرض لها بمدينته، والاستخفاف بأحد أكبر قادة النهضة ومؤسسي جمعية العلماء المسلمين. تجدر الإشارة إلى أن التمثال قد تم وضعه قبل ثلاثة أيام من انطلاق تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015، وقد تزاحم عليه الزوار والمواطنون من أجل أخذ صور تذكارية بالنصب الذي أحيط بحراسة أمنية عقب نشر الصور المهينة، قبل أن تقرر السلطات الولائية إزاحة التمثال بعد منتصف الليل. وقد قام نحات برتغالي بتشكيل التمثال، بعد زيارته إلى قسنطينة ضمن مجموعة من العمال أوكلت لهم مهمة إعادة وضع الحجارة بالأرصفة بوسط المدينة، وتم تقديم التمثال كهدية من المقاولة لمدينة قسنطينة، إلا أن ردة الفعل اتجاه التمثال كانت سلبية وأثارت حملة استنكار واسعة سواء من طرف عائلته ممثلة في شقيقه الأصغر ونشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكذا المواطنين. والي قسنطينة يخرج عن صمته: لهذه الأسباب أزلنا تمثال بن باديس أكد حسين واضح والي ولاية قسنطينة أن قرار إزالة تمثال العلامة عبد الحميد ابن باديس جاء على خلفية ما خلقه من مشاكل، على الرغم من أن نية المقاول صاحب الفكرة كانت حسنة، إذ أنه تكفل بصناعته في البرتغال ونقله على حسابه الخاص كهدية للمدينة، مشيرا إلى أنه على من كان ينتقد ذلك تقديم حل آخر، وستتم مساعدة صاحب الفكرة بما يريد، أما في حال العجز فستتكفل الولاية بذلك.وكانت وزيرة الثقافة قد حلت بقسنطينة، أمس، لحضور عملية تصوير مشاهد من الفيلم التاريخي «الأسوار السبعة للقلعة» لمخرجه أحمد راشدي، أين أكدت أنه لا بد من تدارك عملية ترميم قاعات السينما بالمدينة لعرض الأفلام ال15 المقررة في البرنامج، وهي القاعات التي سيتم تعويضها بالتي تم تسليمها بالموازاة مع المشاريع المسلمة يوم الافتتاح، في انتظار الفراغ من عملية الترميم، التي اعتبرت أن المحفز الأول للفراغ منها هو كمّ العمل السينمائي المقدم.