استيقظ سكان قسنطينة وضيوفها صبيحة أمس على مشهد تنحية تمثال العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس من وسط مدينة قسنطينة، بعد جدل كبير وضغط الصحافة وكذا الطلب الذي تقدمت به عائلة الشيخ لأعلى السلطات في البلاد. كان التمثال الذي وضع في قلب المدينة من قبل مقاول قد أسندت له مهمة تهيئة جزءا من أرصفة وسط المدينة قد أكد أنه أهدى عاصمة الشرق بمناسبة تظاهرتها كعاصمة للثقافة العربية تمثالا للشيخ ابن باديس مجانا، قبل أن يتحول التمثال إلى مزار للشبان وسط تجاوزات خطيرة كأن توضع في فمه سيجارة أو فنجان قهوة في يده وأشياء أخرى تداولت بكثرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما جعل العائلة تسارع إلى ضرورة تنحية هذا التمثال داعية وسائل الإعلام إلى مساعدتها لأن هذا التمثال الذي وصفه الجميع ب”العار” لا يمثل الشيخ العلامة من حيث الشكل والروح وهو لا يشبهه تماما وقد صوره كشيخ هرم، رغم أنه توفي في سن مبكرة في ال16 أفريل من سنة 1940 حيث لم يتجاوز عمره ال51 سنة. وكانت نجلة شقيق العلامة السيدة فوزية بن باديس وهي عضو في مجلس الأمة من الثلث الرئاسي قد طالبت بضرورة تنحية هذا التمثال الذي كان بمثابة إهانة لهذا العالم والمفكر الكبير رائد الحركة الإصلاحية في الجزائر في لقاء جمعها مع ممثلي الصحافة على هامش ملتقى حول الشيخ نظم من قبل المؤسسة التي تحمل اسمه ويرأسها الدكتور عبد العزيز فيلالي الأسبوع المنقضي بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، وحينها اتصلت “الفجر” شخصيا بالمقاول الذي استقدم التمثال من البرتغال البلد الذي استورد منه البلاط للأرصفة ليؤكد أنه وضعه بنفسه وليس بطلب من أية جهة كانت وهو قدمه كهدية وانتهى الأمر بالنسبة إليه موضحا “أن أتيت به ومن أراد بتنحيته فليفعل ذلك؟”. وبتنحية هذا التمثال تسقط أولى مهازل قسنطينة عاصمة الثقافة العربية رغم ما حدث في العرض المفتوح لملحمة قسنطينة الكبرى ليلة الجمعة إلى السبت الخيرة.
