حملة فايسبوكية واسعة للتنديد والاستنكار فوزية ابن باديس: "التمثال لا يعكس شخصية الشيخ ابن باديس" الشيخ حمداش: "على السلطات إزالة التمثال المشوّه لصورة لعلامة الكبير " (شعب الجزائر مسلم، وإلى العروبة ينتسب، من قال حاد عن أصله، أو قال مات فقد كذب، أو رام إدماجا له، رام المحال من الطلب)، كلمات من قصيدة العلامة عبد الحميد ابن باديس تغنت بها أجيال الأمس بعدما أعطو أحسن مثال للأخلاق وحب المعرفة والتعلم في مجالس العلم والذكر، تحمل في طياتها معنى شرف الانتماء والاعتزاز بالعروبة لكن أجيال اليوم يبدو أن سلوكاتها الغريبة وغير المسؤولة طالت حتى علماء الوطن وتجرأوا حتى على المساس بصورة العلامة الكبير الشيخ عبد الحميد ابن باديس. حسيبة موزاوي لكن اليوم وبعد أن مضت 75 سنة على وفاة هذا المصلح العظيم ما أحوجنا أن نعيد قراءة تلك القصيدة التي صارت بين الناس نشيدا خالدا، وليس القصد أن نحيي ذكرى من الذكريات بل أبعد من ذلك نبتغي أن نستدعي الذاكرة الجزائرية لعلها تكون قدوة لشباب أصبح يستهزئ برائد العلم والإصلاح وبمسقط رأسه قسنطينة، هنا نجد أنفسنا أمام سؤال يطرح نفسه بشدة من المسؤول عن هذه الإهانة؟ هل السلطات التي قامت بإنجاز تمثال للعلامة عبد الحميد ابن باديس أم المنظومة التربوية التي أنتجت جيلا أقل ما يقال عنه إنه عديم الأخلاق؟. تمثال للتكريم أم الإهانة؟ فجر تمثال رائد النهضة الجزائرية، عبد الحميد بن باديس، الذي نصب بوسط مدينة قسنطينة مقابل قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة، مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تداولت هذه المواقع صور الشباب الطائش ممن (نكلوا) بالمعلم الذي شيد تكريما لمصلح الأمة من خلال محاولات تخريبه أو العبث بصورته عن طريق الرسوم أو الكتابات، أو استعماله في صور مضحكة، على غرار قيام مراهقين بوضع سيجارة في فمه وأخذ صورة معه مع فنجان قهوة، تم نشرها على صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعي (الفايسبوك)، وهي الصورة التي أخذت حظا كبيرا من التداول والتعليقات، وعرفت تنديدا واستنكارا كبيرين، أو تلك التي تظهره وهو يحمل بيده الهاتف النقال ما جعلت التمثال يصبح محل سخرية. ولم تكن هذه الصور أكثر ألما من استهانة السلطات المحلية بمكانة العلامة، بعدما أقعدوه وشيبوه وأظهروه ك (رجل تسعيني) غير أن العلامة ابن باديس توفي ولم يتجاوز سنه 52 سنة وجعلوا من شكله مدعاة للأخطاء السبعة، حيث أن التمثال لا يشبهه بل تم تغيير ملامحه بطريقة كبيرة بالإضافة إلى الملامح الحزينة التي لا تعكس فكر العلامة ابن باديس، حيث أنه كان من بين الداعين للتمسك بالأمل والإيمان في تحرير العقول والوطن من الاحتلال الفرنسي. مثقفون وناشطون يستنكرون الأفعال كما أبدى الكثير من المثقفين والناشطين في المجموعات على صفحاتهم، استياءهم من منظر التمثال الذي تم وضعه في موقع قلّل كثيرا من قيمته، مشيرين إلى أن من أراد تخليد العلامة ابن باديس ليس بصنع تمثال وهو الأمر الذي جعل عائلة العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس تطالب رسميا السلطات العليا في البلاد تنحية التمثال الذي نصب له والذي تحول إلى ما يشبه المزار وسط فوضى وإهانة للرجل الذي يعتبر من أبرز الشخصيات الوطنية في الجزائر. وحسب ما علم من مقربين من العائلة بقسنطينة فإنه تمت مراسلة الجهات المسؤولة على أعلى مستوى بغرض التدخل ووقف المهزلة، وانتقدت نجلة أخت الإمام العلامة الراحل عبد الحميد ابن باديس، التمثال، وقالت بأنه لا يعكس على الإطلاق شخصيته الحقيقية، واستنكرت تحول محيط التمثال إلى فوضى وسط أفعال مشينة تسيء لسمعة العلامة. التمثال لا يعكس الصورة الحقيقية لابن باديس هذا وقد صرحت فوزية ابن باديس للصحافة على هامش الاحتفال بيوم العلم بجامعة الأمير عبد القادر، بأنها احتجت على التمثال لدى السلطات المعنية بالأمر وطالبت بإزالته، نظرا لعدم مطابقته للشخصية الحقيقية للشيخ، ليس فقط من حيث الشكل وإنما من حيث صور الشيخ على أنه شخص طاعن في السن ومنهك، مشيرة إلى أن التمثال لم ينقص من قيمته كعالم وشخصية إصلاحية باعتباره مجرد هيكل فقط، ولكن كان لابد أن يكون مطابقا لحقيقة ابن باديس. حمداش: "لابد من إزالة النصب التذكاري" كما أثار هذا التمثال سخط جهات عديدة كجبهة الصحوة الحرة السلفية، وهي حزب غير معتمد، حيث دعا مسؤول الجبهة عبد الفتاح زيراوي حمداش في تصريح تداولته مواقع التواصل الاجتماعي السلطات الوصية إلى ضرورة إزالة النصب التذكاري المخلد للعلامة الراحل عبد الحميد ابن باديس باعتباره مخالفا لمبادئ الشريعة الإسلامية ورسالة العلامة الرافضة لكافة أشكال الأنصاب والتماثيل، مشددا على أن تخليد ذكرى الشيخ الراحل يكون من خلال صون علمه وثقافته ونضاله المستمر عن الجزائر دولة وشعبا.