حملت منظمة العفو الدولية "امنيستي" عشية انعقاد القمة الطارئة ببروكسل، السلطات الايطالية مسؤولية غرق 800 لاجئ و مهاجر في عرض البحر الابيض المتوسط. كما دعت امنيستي في بيان لها حازت "النهار" نسخة منه ،اليوم، الحكومات الاوروبية الى اتخاذ خطوات عاجلة لوضع حد للمأساة التي راح ضحيتها 800 مهاجر غير شرعي بالقرب من السواحل الايطالية من جنسيات مختلفة. ويوثق التقرير المعنون ب "عار أوروبا الغارق: العجز عن إنقاذ اللاجئين والمهاجرين في عرض البحر" شهادات الناجين من حوادث تحطم القوارب، ويعرض بالتفصيل للتحديات والحدود التي تواجه عمليات البحث والإنقاذ الحالية في وسط البحر المتوسط، ويحدد الطرق التي يمكن بواسطتها إصلاح هذا الأمر. كما يدعو التقرير إلى إطلاق عملية إنسانية لإنقاذ أرواح البشر في عرض البحر باستخدام سفن وطائرات وغيرها من الموارد الكافية والملائمة، لتسيير الدوريات حيثما يكون هناك خطر على الأرواح. ويُظهر التقرير الموجز أن القرار بإنهاء العملية الإنسانية للبحرية الإيطالية المعروفة باسم "ميري نوسترم" في نهاية عام 2014، قد أسهم في الزيادة الدراماتيكية للوفيات في صفوف المهاجرين واللاجئين في عرض البحر. فإذا تأكدت الأرقام الخاصة بالحوادث الأخيرة، فإن نحو 1,700 شخص لقوا حتفهم في هذا العام، أي ما يزيد 100 مرة على عدد الوفيات في الفترة نفسها من عام 2014. فحسب التقرير فان عملية تريتون ليست عملية بحث وإنقاذ خلافاً لعملية ميري نونسترم، التي كانت منطقة عمليات سفنها تمتد إلى جنوب لامبيدوسا حتى حوالي 100 ميل بحري، على اعتبار إن عملية تريتون محدودة بتسيير دوريات تصل إلى 30 ميل بحري قبالة السواحل الإيطالية والمالطية، أي على مسافة بعيدة عن المنطقة التي تواجه فيها الأغلبية العظمى للقوارب مشكلات في عرض البحر. الغرق بالتوثيق من جهتها،أشارت التقديرات الصادرة في 18 ابريل 2015 إلى أن أكثر من 800 مهاجر ولاجئ غرقوا أثناء محاولة إنقاذ قامت بها سفينة تجارية، إذ انقلب قاربهم عندما تجمَّع الركاب على جانب واحد منه بحسب ما ذكر خفر السواحل وهذا يعكس ما ورد في شهادات الناجين من حوادث مأساوية أخرى واردة في التقرير الموجز لمنظمة العفو الدولية. من جهتهم وصف ممثلو جمعيات صناعة السفن الأوروبية والعالمية ونقابات البحارة في 31 مارس 2015 الوضع الحالي بأنه "لا يطاق"، وطالبوا الدول بزيادة الموارد والدعم لعمليات البحث والإنقاذ. وفي بيان مشترك قالوا: "... إن من غير المقبول أن يعتمد المجتمع الدولي بشكل متزايد على السفن التجارية في الاضطلاع بمزيد من عمليات الانقاذ على نطاق واسع". وفي 8 فبراير 2015، وعقب نداء استغاثة، جازف خفر السواحل الإيطاليون بحياتهم عندما عرَّضوا أنفسهم لخطر الأمواج العاتية ودرجات الحرارة المنخفضة من أجل إنقاذ 105 أشخاص كانوا على متن قارب مكتظ بالركاب. وكان هذا القارب واحداً من مجموعة مؤلفة من أربعة قوارب انطلقت من ليبيا في اليوم السابق وواجهت مشكلة في البحر. وقد لقي نحو 330 لاجئاً ومهاجراً حتفهم في ذلك اليوم. وبالإضافة إلى باخرتين تجاريتين كانتا في المنطقة، فإن خفر السواحل الإيطاليين هم الوحيدين الذين كانوا موجودين لتقديم يد العون.