رأى خبراء أن الهجوم البري الذي بدأته إسرائيل مساء السبت في قطاع غزة سيواجه بمقاومة شرسة وقتال شوارع سيؤدي الى خسائر كبيرة في صفوف الجانبين. وقد وجهت حملات اسرائيل قصفها الجوي والبحري الذي استمر أسبوعا على قطاع غزة، ضربة إلى حركة حماس التي تسيطر على القطاع، وعلى قدراتها العسكرية مخلفة الدمار والموت مع مقتل أكثر من 480 فلسطينيا. لكن المقاتلين الفلسطينيين استمروا بتحدي اسرائيل من خلال اطلاق عشرات الصواريخ على جنوب اسرائيل وطالوا مناطق لم يسبق لهم أن استهدفوها. وقد قتل أربعة أشخاص بهذه الصواريخ، وثمة إجماع شبه كامل بين كبار المسؤولين العسكريين والخبراء بأن الهجوم البري هو الطريقة الوحيدة لتحقيق الهدف الرئيسي المعلن لعملية ''الرصاص المصبوب'' وهو وقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل. لكن ثمة إقرارا أيضا بأن الحصيلة قد ترتفع بشكل كبير لدى الجانبيين مع بدء الهجوم البري في منطقة تعتبر من أكثر مناطق العام اكتظاظا بالسكان وحيث أقامت حماس خطوطا دفاعية قوية. ويقول افرايم انبار، مدير مركز ''بيغن-السادات'' في جامعة بار ايلان أن ''العشرات من الجنود الاسرائيليين قد يقتلون في هجوم بري. وعدد الضحايا الفلسطييين قد يكون ثلاث أو أربع مرات أكثر من ذلك''. والتحدي الذي ستواجهه القوات الإسرائيلية في غزة يطغى عليه شبح حرب صيف 2006 ضد حزب الله الشيعي اللبناني في لبنان عندما واجه الجيش الإسرائيلي قوات مدربة بشكل ممتاز ومتمرسة في حرب الشوارع. ويقول شبتاي شافيت مدير الموساد سابقا ''إحدى العبر التي استخلصناها من العام 2006 هو أن القوة الجوية حتى عندما تكون متمرسة لا يمكنها ان تنجز المهمة بمفردها''.