تقود جهات عربية مسلمة هذه الأيام حملة شرسة ضد رجل الأعمال المصري والمدير التنفيذي لمجموعة أوراسكوم تيليكوم الدكتور نجيب ساوريس والتي تتهمه بملكية أيادي داخل إسرائيل وتدعو جميع العرب المسلمين إلى مقاطعة منتجاته ومايقدمه من خدمات في مجال الإعلام والاتصال و على رأسها شركة "جازي" في الجزائر، بعدما فجرت صحيفة "معاريف" فضيحة أخرى تتعلق بالرجل الأول في المجمع. وقد أطلقت هذه الاتهامات وحملة المقاطعة عبر العديد من المواقع العربية و نوادي الدردشة والمنتديات التي دعت المسلمين إلى الوقوف مع إخوانهم المضطهدين في فلسطين عموما وغزة خصوصا، ودعمت الموضوع بقائمة لأهم ما تقدمه هذه الشركة من خدمات بما فيها البناء وخدمة الأنترنيت عبر العالم، مركزة على "جازي"، وهو ما رجعت إليه صحيفة "التايم" الإنجليزية، التي بنت موضوعها على إتهامات الصحيفة اليهودية لوزير الحرب الإسرائيلي ورئيس الوزراء السابق إيهود باراك وزوجته بالسعي للحصول على رشاوي من نجيب ساوريس، مقابل التوسط له لإنجاح صفقة لمصلحته في إسرائيل تمكنه من الحصول على نسبة 10 بالمائة من أسهم أكبر شركة إتصالات في إسرائيل، موضحة أن شركة أوراسكوم للاتصالات، التي يمتلكها ساويرس اشترت مجموعة أسهم من شركة "هاتشيسون" للإتصالات، وهي شركة صينية كبرى تمتلك 51 بالمائة من أسهم شركة إسرائيلية للاتصالات معروفة باسم "برتينر" أي "الشريك"، حيث إشترت أوراسكوم في البداية 19.3 بالمائة من أسهم الشركة الصينية، مما مكنها من 9 بالمائة من شركة برتينر الإسرائيلية، ثم زادت أسهمها في شركة هاتشيسون الصينية لتصل إلى 23بالمائة ، وهو الأمر الذي يعني زيادة حصتها في شركة برتينر الإسرائيلية لأكثر من 10بالمائة، وطبقاً للقانون الإسرائيلي يجب أن تحصل كل "شركة أجنبية" تعمل في إسرائيل على موافقة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية حال رغبتها في امتلاك أكثر من 10بالمائة من أسهم أي شركة إتصالات إسرائيلية. إلا أن هذه الصفقة لم تتم بالرغم من جهود باراك لإنجاحها واستعانته برئيس الوزراء الحالي ووزير الاقتصاد، وتشيرإلى أن التقرير الأمني الإسرائيلي أعرب عن شكوكه في نوايا المستثمر المصري، وأوصى برفض الصفقة خوفا من سيطرة المصريين على جزء مهم من سوق الإتصالات في إسرائيل.