الجاني قُتل في حاجز أمني للدرك بالبويرة بعدما أصاب دركيين بجروح شقيق الضحية: الجاني هددني قبل أسبوعين بارتكاب مجزرة إذا زوّجنا شقيقتي لشخص آخر عاشت مدينة يسر شرق ولاية بومرداس، ليلة أول أمس، جريمة شنعاء هزت سكان المدينة، بعد إقدام ملازم أول بالدرك الوطني على إطلاق النار على أفراد عائلة بأكملها داخل مسكنهم العائلي، بعد رفضهم تزويجه ابنتهم، مما خلف مقتل امرأة حامل في شهرها السادس وإصابة والدتها وشقيقتها بجروح خطيرة، كما قام بإصابة دركيين آخرين في ولاية البويرة، بعد محاولة القبض عليه .وقال بيان لوزارة الدفاع الوطني صدر، صبيحة أمس، إنه بعد التعرف على هوية الجاني إثر تنفيذ جريمته في يسر، أطلقت حملة بحث ومطاردة في حقه، حيث «تم القضاء عليه في اشتباك مع أفراد الدرك الوطني الذين نصبوا له كمينا على مستوى حاجز أمني ثابت عند المخرج الشرقي لمدينة البويرة في حدود منتصف الليل، بعد رفضه الامتثال لأمر التوقف». ولم يتطرق البيان الى تفاصيل أوفى حول الحادثة أو هوية الجاني وسنه وطبيعة عمله، غير أن مصادر محلية متطابقة من موقع ارتكاب الجريمة في يسر ومن محيط عائلة الجاني في عنابة، قالت إن الجاني دركي ضابط برتبة ملازم أول، ويعمل بثكنة في الكاليتوس بالعاصمة. وقد تنقلت «النهار» الى منزل الضحايا الثلاثة في يسر، أين التقت ببعض أفراد العائلة الذين شرعوا بعد تشييع جنازة القتيلة في رواية ما حدث بصعوبة كبيرة. والد الضحية يروي المأساة.. وفي هذا الإطار، يقول والد الضحية وأقاربها، إن عقارب الساعة كانت تشير إلى حدود السادسة والنصف مساء من يوم الأحد، عندما حل الجاني وهو ضابط شاب يحمل رتبة ملازم أول في الدرك الوطني وبوحزته سلاح «كلاشينكوف» إلى حي 82 مسكنا ببلدية يسر شرق ولاية بومرداس، حيث كان مرفوقا بشخص آخر على متن سيارة من نوع «هيونداي أتوس» سوداء اللون، ليصعد بعدها إلى منزل الضحايا الكائن في الطابق الخامس وطرق الباب، مدعيا أنه يبحث عن والدها ويرغب في الحديث إليه. وبعد فتح باب المنزل، داهم الجاني المنزل، ليجد أمامه شقيقة الفتاة التي تقدم لخطبتها، وهي امرأة حامل تبلغ من العمر 26 سنة، حيث سارع الى إطلاق رصاصة على رأسها من سلاح كلاشينكوف، ليرديها قتيلة على الفور. وبعد ذلك، واصل الجاني تنفيد ما كان يدور في رأسه من مخطط انتقامي، بعد خطوبة الفتاة التي أراد الزواج منها مع شخص آخر، حيث شرع في إطلاق النار على كل من كان بالمنزل، محاولا إبادة جميع من كان داخله، وكانت الضحية الثانية هي الوالدة البالغة من العمر 51 سنة، التي تلقت حسب زوجها وأقاربه، ثلاث رصاصات أصابتها على مستوى الكتفين والفك، في حين أصاب الفتاة التي أراد الزواج بها بطلقة على مستوى البطن، قبل أن يغادر المنزل نحو وجهة غير معروفة. وقد علمت «النهار» أن الضحيتين وهما الفتاة معشوقة الجاني ووالدتها، قد نجتا من الموت، بعدما تم نقلهما على جناح السرعة إلى مستشفى برج منايل، قبل أن يتم تحويل إحداهما الى مستشفى مصطفى باشا، وهما الآن في حالة مستقرة. وبعد ذلك قام مرافق الجاني الذي سمع أصوات طلقات نارية بترك السيارة التي كان على متنها رفقة صديقه، واتجه نحو مقر للدرك للتبليع عن رفيقه، فيما قام الجاني بقيادة السيارة ومغادرة موقع الجريمة نحو وجهة غير معروفة. الجاني كان متجها شرقا وبعد التبليغ عن الجريمة وتحديد هوية الجاني، تم تعميم كافة بياناته وأوصافه على الحواجز الامنية، لتبدأ عملية تعقب المجرم، حيث تم نصب كمين له على مستوى حاجز للدرك عند المخرج الشرقي لمدينة البويرة، أين دخل الدركي الضابط في اشتباك مسلح مع دركيين، بعدما رفض الامتثال إلى أوامرهم بالتوقف، وقد خلف الاشتباك مقتل الجاني وإصابة دركيين بجروح متفاوتة تم نقلهما إلى المستشفى. ليتم نقل جثة الملازم الأول الى مستشفى عين النعجة العسكري لإجراء التحاليل وتشريح الجثة، ومعرفة ما إذا كان تحت تأثير مخدرات أو مُسكرات لحظة ارتكاب الجريمة. من جهة أخرى، شهدت مراسم تشييع جنازة المرأة الضحية في مقبرة يسر، أمس، أجواء مشحونة بالغضب، حيث حاول بعض السكان استثمار الوضع لغلق الطريق، للمطالبة بتقديم إثباتات عن مقتل الجاني، غير أن أقارب الفقيدة أثنوهم عن ذلك، بعد تلقيهم تأكيدات رسمية حول مقتله. هكذا تحوّل الخاطب إلى قاتل..! ويقول عم الضحية بشأن دوافع وأسباب الجريمة، إن الجاني سبق له أن تقدم لطلب يد الفتاة شقيقة القتيلة، وهي شابة صحافية تعمل بقناة إذاعية في الخارج، غير أن أفراد عائلتها ووالديها رفضوا الطلب وهو نفس موقف الفتاة، التي ارتبطت، قبل نحو 4 أيام، بشخص آخر بعد إقامة حفل خطوبتها. فيما يقول شقيق الضحية، إنه سبق أن تلقى، منذ حوالي أسبوعين، تهديدات من الجاني، حيث توعد بارتكاب مجزرة في حال ما إذا أصر أهل الفتاة على رفض تزويجها منه، وهو التهديد الذي قال عنه محدثنا أنه لم يأخذه على محمل الجد. حداد في الشوارع.. ويسر مدينة ميتة! تحول، أمس، حي 82 مسكنا بمدينة يسر المعروف بحركيته الدائمة نظرا لمحاذاته للسوق اليومي للبلدية والمحطة البرية للبلدية، ومقري أمن الدائرة والبريد، إلى منطقة مشلولة، بعدما فقد حركيته المعهودة، وكأن السكان والتجار أعلنوا حدادا جماعيا، حيث أوصدت جميع المحلات التجارية أبوابها، منذ الصباح الباكر، وكذا تجار السوق اليومي للخضر والفواكه الذين غاب ضجيجهم المألوف وركنوا إلى بيوتهم، أما المواطنون وقاطنو حي العمارات فقلما تجد شخصا أو اثنين خرجا لاقتناء حاجاتهم والعودة إلى المنزل، في حين فضل العديد منهم الجلوس في مقاهي الأحياء الأخرى والخوض في تفاصيل الحادثة الأليمة التي هزّت الحي.
موضوع : دركي ملازم أول يقتل امرأة حاملا ويصيب والدتها وشقيقتها بسبب رفض تزويجه صحافية 3.00 من 5.00 | 3 تقييم من المستخدمين و 3 من أراء الزوار 3.00