بعد قطيعة دامت أكثر من 12 سنة، تحقق حلم السيد «حمليلي عادل» أحد المعتقلين السابقين بسجن غوانتنامو الذي قضى به سبعة سنين، أين اكتملت فرحته بجمع شمله مع أفراد عائلته المكونة من زوجة باكستانية وثلاثة بنات وولده عبد الباسط الذي تركه في بطن أمه التي كانت حاملا في شهرها الخامس يوم اعتقاله بتاريخ 2003 بمدينة يشاور الباكستانية، ولم يتمكن من رؤيته إلا قبل أسبوع بمدينة بشار، وذلك بعد مساعي اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي ظلت همزة الوصل الوحيدة بينه وبين أفراد عائلته طيلة مدة اعتقاله.لتستمر مساعيها وبطلب من حمليلي عادل منذ الإفراج عنه سنة 2010، إلى أن أثمرت جهودها مؤخرا وتحصلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على موافقة باكستان، حيث تم نقل أفراد العائلة من باكستان إلى عاصمة الجنوب الغربي بشار، أين تم اللقاء الذي ستنتهي مدته حسب تصريحات الوالد حمليلي عادل نهاية شهر سبتمبر القادم، وذلك حسب المدة التي حددتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، حيث قضت منها العائلة أكثر من شهر بباكستان استغرقتها في استخراج وثيقة عقد الزواج التي صادقت عليها الخارجية الباكستانية وشهادات ميلاد الأبناء والأم لتمكين الوالد عادل حمليلي من طلب الجنسية الجزائرية لأولاده وتمكينهم من الاستقرار ببلدهم الجزائر وفق ما ينُص عليه القانون الجزائري، يُضيف حمليلي عادل خلال حديثه ل«النهار». يومية «النهار» التي تنقلت إلى مسكن أحد إخوته، وبطلب من السيد حمليلي عادل الذي أصر على أن يكون حديثه مع «النهار»، وقفت على أجواء جد مؤثرة للوالد عادل وهو يحتضن فلذة كبده «عبد الباسط» الذي تعرف على ملامحه بعد 12 سنة، وهو يخاطبه باللغة البشتونية، ما هي جنسيتك ليرد عليه بكلمات فصيحة باللغتين العربية والإنجليزية «أنا جزائري»، في حين ظل الحوار باللغة البشتونية بينه وبين بناته الثلاثة في جو حميمي طغت عليه ملامح الدفء العائلي الذي افتقدته العائلة التي لم تكن تتصور لقاءها بوالدها الذي تم اعتقاله أمام زوجته من قبل المخابرات الباكستانية والأمريكية التي اقتادته إلى وجهة غير معروفة قبل 12 سنة. السيد حمليلي عادل وخلال حديثه ل«النهار» وبمرارة وحسرة أكد لنا أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر وبعد مساعيها التي ظلت عقيمة طيلة خمس سنوات وتمكنت أخيرا من نقل أفراد عائلته إلى ولاية بشار، منحته فرصة لتسوية وضعية أبنائه وعائلته مدة ستنتهي صلاحيتها بتاريخ 31 سبتمبر القادم، على أن تعيدهم إلى باكستان في حالة عدم تمكينه من الحصول على جنسيتهم الجزائرية التي يمنحها لهم القانون الجزائري باعتبار أبيهم جزائري الجنسية، مُضيفا أنه أصبح الآن غير متابع قضائيا، وقد برأته كل المحاكم الجزائرية بما في ذلك المحكمة العليا، وباعتباره جزائريا من أبوين جزائريين، اغتنم فرصة حديثه مع «النهار» لينوه ويثمن كل المجهودات التي بذلتها الجزائر من أجل خروجه من معتقل غوانتنامو وإعادته إلى أرض الوطن، حيث ناشد القاضي الأول بالبلاد السيد عبد العزيز بوتفليقة، ووزيري الخارجية والعدل، من أجل منح أبنائه الجنسية الجزائرية التي أقرها القانون الجزائري، وأن يمنحوا زوجته الإقامة معه تحت سقف لازال يطالب به منذ خروجه من المعتقل سنة 2010 كونه يقيم متنقلا بين أفراد عائلته الذين وفروا له كل أسباب العيش الكريم بينهم. وفي سياق حديثه مع «النهار»، أضاف حمليلي عادل أن مدة إقامة عائلته القادمة من باكستان تحت ضمان اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ستنتهي مع الدخول المدرسي الذي أصبح على الأبواب، حيث يأمل أن تتحقق مطالبه المذكورة قبل هذا التاريخ، وذلك لتمكنيهم من الدراسة بالمدارس الجزائرية، وضعية يضيف السيد حمليلي أن تسويتها ستضع حدا للحرمان العائلي الذي ظل يؤثر على حياته وحياة عائلته.
موضوع : معتقل سابق في غوانتنامو يلتقي بأولاده وزوجته الباكستانية في بشار بعد 12 سنة 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0