أخي الحاج يا من اختارك الله من بين ملايين المسلمين لزيارة بيته الحرام، أسأل الله تعالى أن يتولاك في الدنيا والآخرة وأن يجعلك مباركا حيثما كنت. يا من تكبدت المشاق، وتحملت الصعاب، وصرفت الأموال، وتركت الديار، وودعت الأهل والأولاد تريد بذلك أن تؤدي ما فرض الله عليك من حج بيته المحرم جعل الله حجك مبرورا وذنبك مغفورا وعيبك مستورا. أخي الكريم، حبي لك حملني على أن أوجه إليك بعض الرسائل أداء لبعض الواجب عليّ تجاهك، واستجابة لأمر ربنا جل وعلا حيث يقول «وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر»، وقال عليه الصلاة والسلام «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً». لا تنس أخي الحاج القصد الأول الذي قدمت إلى هذا البلد من أجله وهو الحج، واعلم رعاك الله وحفظك أن الحج وجميع الأعمال يشترط لها حتى تكون صالحة مقبولة مأجورا صاحبها أن تكون خالصة لوجه الله تعالى، وأن تكون صوابا على سنة رسول الله قال عليه الصلاة والسلام «خذوا عني مناسككم»، فعليك أخي الحاج الكريم أن تتعلم أحكام الحج وتسأل عنها أهل العلم قبل شروعك فيه، وتأكد أن الشيطان يحرص على تضليل المسلمين وتزيين الشرور لهم، وأخطر أمر يحاول الشيطان إيقاع الإنسان فيه هو الشرك، لأنه يعلم أن الله لا يغفره أبدا قال تعالى «إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء»، وقد وقع عند كثير من الناس جهلا منهم أمور عظيمة تؤدي بهم إلى درك خطير من الشرك بالله تعالى وهم لا يشعرون، كقول بعضهم يا سيدي من الصحابة أغثني أو اشف مريضي أو غير ذلك، وأعظم من ذلك السجود للقبر، فهل يصح أن يقلد المسلم عمل المشركين ويطلب الشفاعة من غير الله؟. وإياك يا أخي الكريم أن تغتر بما يفعله الجهلة من دعاء غير الله تعالى «وتوكل على الحي الذي لا يموت «فلا تدع إلا الله، ولا تلجأ إلا لله، ولا تستغث إلا به، واعلم أنه أقرب إليك من كل شيء»، وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان». أخي العزيز، أنت تشهد معي أن نبينا وحبيبنا محمداً صلى الله عليه وسلم، عبد الله ورسوله وخيرته من خلقه، وأمينه على وحيه، أرسله الله رحمة للعالمين، فرض الله على العباد طاعته ومحبته، فما واجبنا أخي الفاضل نحو المصطفى صلى الله عليه وسلم؟ إن له علينا حقوقا عظيمة منها كثرة الصلاة والسلام عليه، محبته صلى الله عليه وسلم محبة صادقة من القلب، وتقديمها على محبة كل أحد، طاعته فيما أمر وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، ووجوب الاتزام بسنته والرضا بحكمه وعدم الاعتراض عليه. ألا نعبد الله إلا بما شرع وبما أمرنا به عليه الصلاة والسلام لا بالآراء والأهواء وما ترغبه النفوس، ولا بما أدركنا عليه الآباء والأجداد، وإنما بما صح وجاء به رسول الله، أسأل الله أن يتقبل منكم وسعيكم مشكور وذنبكم مغفور إن شاء الله . يحي بن ابراهيم
موضوع : لا تفسدوا حجكم بتصرفات تضركم 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0