أوعز متتبعون للشأن الأمني، تجنب القاعدة، اختطاف السياح الأمريكيين وتركيزها على السياح الأوروبين، لتخوفها من التدخل الأمريكي ضدها بالمنطقة، بالنظر إلى الإمكانيات المادية والعسكرية التي تملكها الولاياتالمتحدةالأمريكية، ووجود قواعد عسكرية لها بمنطقة الساحل، إلى جانب استفادة قواتها من تمارين عسكرية بالمنطقة، وحوزتها لمعلومات دقيقة عن كل شبر بها. وأوضح خبراء في الملف الأمني أن ما يعرف بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي يخاف ضرب مصالح أمريكا، وبالتالي يضيف الخبراء فمن مصلحة القاعدة أن لا تقترب مطلقا من مصالح أمريكا، خارج أراضيها، وأرجع محللون أمنيون لجوء "القاعدة" لاستعراض عضلاتها بمنطقة الساحل لتشديد الخناق على تحركاتها بالجزائر من قبل مصالح الأمن، التي تمكنت من إحباط مختلف المحاولات، التي كانت تنوي تنفيذها بالجزائر، منذ 11 ديسمبر 2007. إلى جانب ذلك ذكر الخبراء أن المنطقة تساعد التنظيم الإرهابي على الانتشار، بالنظر إلى المواجهات المسلحة والانشقاقات التي تشهدها دول منطقة الساحل، علاوة على تمكن التنظيم الإرهابي من إدخال كل من دولتي مالي والنيجر في لعبة الحصول السهل على الأموال بالتعرض للسياح أو من خلال الاختطافات وعمليات قطاع الطرق، حيث يوظف التنظيم لصوصا يعملون لصالحها. وعلى صعيد ذي صلة، ذكر محللون أمنيون، أن القاعدة أصبحت تعول كثيرا على عمليات الاختطاف بمنطقة الساحل أكثر من تركيزها على عمليات القتل التي عرفت به، بعد أن وجدت هدفها في الحصول على تمويل سهل المنال. إلى جانب ذلك، أوعز الخبراء لجوء التنظيم لهذه العمليات بعد أن أثبتت رواجها الإعلامي وطيلة تأثيرها على المجتمع الدولي أكثر من العمليات الإرهابية، وهو ما تسعى الجماعات الإرهابية للوصول إليه، بغية الترويج لنشاطها بمختلف أنواعه، سواء تعلق بعمليات القتل والجرائم المرتكبة في حقوق العزل، أو ما تعلق بعمليات الاختطاف التي تقدم أموالا هامة للتنظيم، الذي يقوم بدوره بتوزيعها على عناصره أو تقديمها لعائلاته. واعتبر المحللون هذه العمليات خروجا طوعيا عن المسار الذي كانت تتظاهر به "القاعدة"، والتي كانت تشيع نيتها في بناء دولة إسلامية، "غير أنها لطخت الإسلام والمسلمين".