عاد المدرب الجزائري القدير عبد الله مشري، منذ بضعة أيام إلى أرض الوطن بعد تجربة غير موفقة مع نادي الطائي التابع لإمارة حائل السعودية بسبب موقف مسيرى النادي الذين تماطلوا في حل مشكل الإقامة، وقبلها كان متواجدا في مصر في زيارة وقف خلالها على التطور الهائل الذي تعرفه الكرة المصرية، تطور جعله يؤكد بأن "الفراعنة" متقدمون عنا بقرن من الزمن. النهار : كيف تفسر فشل تجربتك الأخيرة مع نادي الطائي السعودي؟ لم أغادر الفريق بسبب تواضع النتائج على العكس من ذلك، فقد حققت أربع انتصارات في الست مباريات التي أشرفت فيها على الفريق، مشكلتي كانت في تماطل إدارة النادي في تسوية وثائق الإقامة حتى يتسنى لي جلب عائلتي إلى هناك، كنت اتفقت معهم على أن لا يتعدى ذلك مدة 20 يوم لكنهم لم يلتزموا بما اتفقنا وهو ما أثار سخطي وقد كان رد فعلي قويا وهو الأمر الذي لم يعجبهم مما دفعنا للاتفاق على إنهاء هذه التجربة. النهار : ألم يسعوا لإقناعك بالبقاء معهم؟ الأمور بيننا وصلت إلى نقطة اللارجوع، فهم لم يتقبلوا تماما ما قمت به لما التقيت مسيري النادي للاستفسار عن تأخرهم في تسوية إجراءات الإقامة، قلت لهم أنا لست هندي أو مصري حتى أقبل تماطلكم هذا وأريد عائلتي معي فرد علي أحد المسيرين بازدراء وقال لي بأن انفعالي وغضبي لا يليق بمدرب محترم مثلي فرديت عليه بأكثر انفعال وقلت أنت عائلتك معك لهذا لا يمكنك أن تحس بي وغادرت وأنا في قمة الغضب وهو نصرف لم يتعودوا عليه، فهم تعودوا على مدربين مهادنين، خنوعين وراضخين لأوامرهم على غرار المدربين المصريين، كان بإمكاني أن أكون مثلهم وأبقى هناك وأربح الكثير من المال لكن كوني جزائري والجزائري معروف بطبعه الحامي و"دمو سخون" فقد فضلت الرحيل. النهار : لكن الصحافة السعودية فسرت رحيلك برفضك تدخل مسيري الطائي بعملك؟ هذا عار من الصحة، المسيرون ربما لم يعجبهم تعثرنا خلال مبارتين من الست التي قدت فيها الفريق لكنهم لم يحاولوا التدخل يوما بعملي. النهار : كيف تفسر تعامل السعوديين مع عادل معيزة الذي قاموا بفسخ عقده؟ هكذا هم السعوديون، يتصرفون كما يحلوا لهم مادام أنهم يملكون المال، فسخ عقد لاعب كلفهم الملايير لا يطرح أي إشكال بالنسبة لهم فهم قادرون على دفع المزيد لجلب لاعب ثان وثالث. النهار : وأين ستكون وجهتك القادمة؟ لست أدري، الأكيد أنني لن أعود للعمل مجددا في الجزائر على الأقل خلال هذه الفترة، فظروف العمل ببلادنا صارت لا تطاق، لست مستعدا للإشراف على أي فريق لأجد نفسي أمام حتمية النتائج ومهددا بالإقالة في أية لحظة. النهار : هناك حديث عن إشرافك على مولودية وهران؟ وصلتني عروض من ناديين جزائريين لكني لم أتلق أي عرض من مولودية وهران، وكما أكدت لك فإنني لن أدرب أي فريق في الجزائر خلال هذه الفترة، للأسباب الذي ذكرتها ومازادني اصرارا على هذا القرار ما شاهدته خلال الأيام القليلة الماضية خلال زيارتي لمصر. النهار : وماذا شاهدت هناك؟ بعد مغادرتي للعودية تنقلت إلى مصر أين مكثت أسبوعين هناك في زيارة كان الغرض منها الوقوف على المستوى الذي وصلت إليه كرة القدم هناك، لقد قمت بزيارة مقري الأهلي والزمالك وتفقدت منشآتهما، كما أتيحت لي الفرصة لمتابعة تدريبات الأهلي عن قرب وطريقة عمل مدربهم البرتغالي مانويل جوزيه، ومع عودتي إلى الجزائر كنت قد خرجت بنتيجة وحقيقة واحدة بأننا متأخرين بقرن من الزمن عما وصل إليه المصريون في كرة القدم. النهار : وعلى أي أساس بنيت هذه الفكرة؟ على أساس الإمكانات الهائلة الموفرة للأهلي والزمالك، مقرات، ملاعب، مسابح كل شيء موفر وأكثر من هذا إدارة ومسيرون ساهرون على توفير كل سبل النجاح لناديهم، كما وقفت على الانضباط الذي يتحلى به اللاعبون والأنصار الذين يشترون بطاقات الإنخراط حتى يسمح لهم بمتابعة تدريبات فريقهم، هناك الإحتراف الحقيقي بينما نحن في الجزائر فأفضل ناد لا يملك حتى مقر قار له دون الحديث عن وسائل العمل. النهار : هل بدأ المصريون الحديث عن مواجهة منتخبهم لمنتخبنا؟ أكيد، فأي واحد كان يعرف بأني جزائري إلا ويذكرني بهذه المواجهة المرتقبة، وهناك إجماع لديهم بأن منتخبهم متعود على إلحاق الهزيمة بنا، أرى بأنهم عازمون على إلحاق الهزيمة بنا، من جهتي كنت أؤكد لهم بأن الجزائريين" عندهم النيف" ولن يرضوا بالخسارة أمامهم.