يواجه عشرات رؤساء البلديات ب 22 ولاية، أغلبها ولايات داخلية، العديد من المتابعات القضائية بتهم الفساد والتزوير وإبرام صفقات مخالفة للتشريع، تسببت في عرقلة المشاريع التنموية المحلية، التي توقف العديد منها بسبب الصراعات الداخلية بين المنتخبين والإنسدادات، التي لا تزال تعرفها بعض المجالس الشعبية البلدية. وتشير الإحصائيات التي تحصلت عليها "النهار"، إلى أن ما لايقل عن 65 رئيس بلدية عبر 22 ولاية من الوطن، يواجهون متاعب قضائية بتهم الفساد من سوء تسيير، التزوير، تبديد أموال عمومية وإبرام صفقات مخالفة للتشريع. وتتمركز أغلب البلديات التي يواجه رؤساؤها تهما بالفساد في الولايات الداخلية، إلى جانب بعض الولايات الكبرى كولاية وهران. وولايات الغرب الجزائري، تعد من أكبر الولايات التي يلاحق منتخبوها المحليون تهما بالفساد وسوء التسيير أو صراعات فيما بين المنتخبين، على غرار وهران، معسكر، غليزان وسعيدة. فبولاية وهران لوحدها يواجه 6 رؤساء بلديات وهي: البرية، السانية، عين بوسفر، حاسي بونيف وأرزيو، متابعات قضائية بتهم الفساد والصراعات، على غرار 5 بلديات بولاية معسكر وهي معسكر، ماوسة، الكرط، عين فارس والعلايمية، حيث يواجه مسؤولوها تهما بالفساد، تباينت بين إبرام صفقات مخالفة للتشريع والتزوير في محررات رسمية. وبولاية غليزان يتابع أمام العدالة 3 رؤساء بلديات وهي: زمورة، داربن، عبد الله وعين الرحمة، تهما بالتزوير في محررات رسمية وإبرام صفقات مشبوهة. إضافة إلى عدة بلديات أخرى بالجنوب الغربي، على غرار بلديات طلمين، تيميمون، تيمقط بأدرار وكذا بلديات تيمسولين والكراكدة بالبيض. أما بالولايات الداخلية الوسطى، فقد حطمت ولاية المسيلة الرقم القياسي، حيث يخضع ما لايقل عن 15 رئيس بلدية لتحقيقات قضائية، من بين 47 بلدية. وتقول مصادر قضائية أن أغلب التهم التي ستوجه إلى هؤلاء هي الفساد وسوء التسيير. كما نجد نفس الحال في ولاية الجلفة التي يواجه العديد من رؤساء بلدياتها متاعب قضائية، على غرار بلديات دار الشيوخ، بويرة الأحداب، سلمانة، قطار والشارف التي يتابع رؤساؤها على أساس تبديد المال العام والتزوير. ونجد كذلك بولاية المدية وجود متابعات قضائية في حق بعض رؤساء البلديات، مثل بلدية أولاد براهيم، البواعيش وأولاد هلال، إلى جانب بعض المنتخبين في كل من بلديات وامري وكذا المجلس الشعبي الولائي. وبولايات الشرق الجزائري، نجد العديد من البلديات التي ورثت سوء التسيير عن رؤساء سابقين، على غرار عنابة، برج بوعريريج والطارف، في انتظار المتابعات التي ما فتئت تطال العديد من المنتخبين المحليين على مستوى الولايات الداخلية كولاية باتنة، التي نجد بها أربع بلديات، يتابع منتخبوها قضائيا وهي حيدوسة، بوزينة، واد الطاقة ولمسان وكذا ولاية خنشلة التي تعطلت فيها التنمية، بسبب وجود انسدادات في العديد من بلدياتها. إضافة إلى ولاية سوق أهراس التي توبع فيها رئيسي بلديتي سافل الويدان وسيدي فرج، قبل انتفاء الدعوى العمومية في حقهما، ورئيس بلدية الخضارة الذي يخضع إلى التحقيق. أما بلدية بجاية، فنجد العديد من البلديات التي يواجه منتخبوها المحليين متابعات قضائية بسبب الفساد، مثل بلدية كلبو، تيشي وبني مليكش. 20 بلدية ب12 ولاية تعاني الإنسداد بسبب الصراعات بين المنتخبين لا تزال العديد من البلديات على مستوى الوطن، تعاني من انسدادات سواء تعلق الأمر بعدم الفصل في تحديد الرئيس من بين المنتخبين منذ الإنتخابات التشريعية سنة 2007، أو بسبب الصراعات لإختلاف إنتماءاتهم، وهو ماجعل الإنسداد السياسي يتحول بهذه البلديات إلى انسداد تنموي، عطل سير المشاريع التنموية بها. تشير إحصائيات غير رسمية إلى وجود حوالي 20 بلدية على مستوى 12 ولاية، تعرف حالة إنسداد بسبب الصراعات الداخلية فيما بين المنتخبين المحليين، وتبقى الولايات الداخلية أكثر عرضة لمثل هذه الصراعات السياسية، على غرار ما يحدث في الولاياتالشرقية الداخلية، كبلدية منعة بولاية باتنة وعين الروى بولاية سطيف والحنانشة بسوق أهراس وعصفور بولاية الطارف، وكذا بلديات خنشلة، الولجة، متوسة والرميلة بولاية خنشلة، ونفس الأمر ينطبق على بلديات صالح بالشعور وسكيكدة بنفس الولاية. أما بولاية بجاية؛ فنجد أربع بلديات تعرف حالة انسداد، هي سوق الإثنين أوقاس توجة وتينبدار، ونجد العديد من البلديات الأخرى التي لا تزال تعرف حالة انسداد لأسباب متباينة، مثلما هو حاصل في بلدية بوعلام بولاية البيض، حاسي العش بولاية الجلفة، وكذا المهير بولاية برج بوعريريج، إضافة إلى حاسي مسعود بولاية ورقلة وبلدية أرزيو بوهران وكذا بلدية بومرداس يزيد زرهوني ل "النهار":"سنحل مشكل الانسداد بالبلديات في أقرب الآجال" أكّد نور الدين يزيد زرهوني، وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية، في تصريح خص به "النهار" أن مصالحه تعمل حاليا على إيجاد حلول للانسدادات التي تعرفها بعض البلديات، وقال زرهوني في تصريح مقتضب، على هامش اليوم الدراسي الذي خصصته وزارة التربية للتحسيس بأهمية الانتخابات، أن عدد البلديات التي تعرف انسدادا قليلة جدا، موضحا أن الوزارة تسعى لإنهاء الإشكال في أقرب الأوقات، على اعتبار أن المنتخبين على مستوى هذه البلديات لم يتمكنوا من إيجاد حل سريع ونهائي لمشكل الانسداد الذي عطّل قضاء مصالح المواطنين بمختلف البلديات المنسدة.