علمت "النهار" من مصادر مؤكدة، أن 40 مسلحا من عناصر التنظيم الإرهابي. لما يعرف بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، يرغبون في تطليق العمل المسلح وتسليم أنفسهم لمصالح الأمن. وقالت مصادر مقربة من عائلات الإرهابيين، التي ينحدر أغلبهم من منطقة بن شود ببومرداس، أن أبناءها عبروا عن نيتهم في تسليم أنفسهم لمصالح الأمن، غير أنهم ينتظرون تلقي ضمانات من السلطات العمومية. وحسب ما استقته "النهار" من مراجع متطابقة، فإن هذه الفئة من الشباب الراغبين في العودة إلى أحضان المجتمع، التحقوا بالعمل المسلح سنة 2007 مشاحنة وعنادا لمن سبقوهم، وليس قناعة بالعمل الإرهابي، وهو ما جعلهم ينفرون منه في فترة وجيزة خاصة بعد تبني التنظيم الإرهابي للعمليات الانتحارية، وتجريم علماء الأمة لأعماله المقصودة ضد الأبرياء العزل من المسلمين بأرض الإسلام. وقالت المصادر أن هذه الفئة الراغبة في تسليم نفسها صدرت في حقها أوامر بالقبض بتهمة الانضمام لجماعة إرهابية والنشاط ضمنها، وهي النقطة السوداء التي جعلتهم يتخوفون من معاملة السلطات بعد تسليمهم أنفسهم. غير أن متتبعين للملف، وحسب ما يدور في كواليس دراسة الملف الذي يوجد حاليا بين أيدي السلطات الأمنية لولاية بومرداس، فإنهم سيشملون بإجراءات ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. حيث ذكرت المصادر أن هؤلاء الإرهابيين الراغبين في التوبة وتسليم أنفسهم، سيشملهم ميثاق السلم بمجرد فتح قناة اتصال رسمية مع أي جهة رسمية على مستوى الولاية، خاصة بعد أن أعلن الرئيس بوتفليقة رسميا عن إبقاء أبواب المصالحة مفتوحة لكل من ضلت بهم السبيل والراغبين في العودة إلى عائلاتهم ومجتمعهم. وأكدت مراجعنا أن اتصالات هذه العناصر الراغبة في التوبة مع عائلاتها وإعلانها نيتها في تطليق العمل الإرهابي، انطلقت منذ إطلاق حسان حطاب الأمير السابق للجماعة السلفية للدعوة والقتال، لندائه عبر الصحافة الوطنية ثم إتباعه بتسجيل صوتي بثه قناة الجزيرة مؤخرا. إلى جانب ذلك أفادت مراجعنا، أن الصورة التي ظهر بها حطاب في صحة وهندام جيدين والتي انفردت "النهار" بنشرها مرافقة لنداء حطاب، الداعي إلى التوبة وتطليق العمل المسلح لعدم شرعيته في بلاد المسلمين، وتعريته من الصبغة الدينية التي أرادت الجماعات الإرهابية إلحاقها بعملياتها الإجرامية، أعادت الأمل لكل الراغبين في ترك العمل الإرهابي، خاصة أنها أكدت أنه ما زال حيا يرزق ولم يتعرض لأي أذى، عكس ما روجت له العناصر الإرهابية، بغية تنفير الراغبين في تطليق العمل المسلح. وأضافت المصادر أن حطاب بندائه، أثبت جدية السلطات في التكفل بمختلف العناصر التي تبدي نيتها في العودة إلى عائلاتها. إلى جانب ذلك، قالت مصادر أمنية موثوقة ل "النهار" أن العناصر الإرهابية لم تعد تأمن على أنفسها كالسابق، خاصة بعد أن أصبحت جماعات الدعم والإسناد لا تساهم في مدها بالمؤونة، وصارت من بين المساهمين في إلقاء القبض عليها من خلال التبليغ لدى مصالح الأمن. حيث قالت مصادرنا، أن أجهزة الأمن بدأت تسجل تحركا سريعا للمواطنين في التبليغ عن العناصر الإرهابية، حول التحرشات والمساومات اليومية التي تشهدها بعض المناطق النائية التي تعرف حركة مريبة للجماعات الإرهابية. وذكرت المراجع كمثال على ذلك تسجيل مصالح الدرك الوطني لولاية بومرداس لتبليغ من قبل مواطن يوم 17 فيفري الجاري، مفاده تعرضه لابتزاز من قبل عناصر إرهابية، حيث هددته العناصر الإرهابية بالتصفية في حال عدم مدها بالمال. وعلى صعيد ذي صلة، تلقت مصالح الدرك الوطني لولاية تيزي وزو في 16 من شهر فيفري شكوى من قبل مواطن، تعرض لممارسات مشينة وتهديد بالقوة للحصول على المال من طرف إرهابي، تقمص صفة رجل أمن بارتدائه زيا عسكريا. وفي السياق ذاته، ذكرت مراجعنا أن مصالح الدرك الوطني لولاية تلمسان تلقت شكاوى من مواطنين تعرضا لاعتداء جسدي قصد الحصول على المال من قبل عناصر يشتبه في أنها تنشط ضمن التنظيم الإرهابي.