أكد وزير المجاهدين، الطيب زيتوني، أن العلاقات الجزائرية الفرنسية لن تسير في طريقها الصحيح ما دام ملف الذاكرة عالقا، مشيرا إلى أن زيارته الأولى من نوعها إلى باريس تطرقت بجرأة لملفات المفقودين والتفجيرات النووية بالصحراء الجزائرية وملف استرجاع الأرشيف الوطني كاملا غير منقوص. وشدد زيتوني خلال حلوله ضيفا على فوروم الإذاعة على أن جرح الاستعمار الفرنسي لن يندمل وعلاماته باقية، والجزائر لن تتنازل عن مطالبها الشرعية وأبنائها لن ينحازوا عن مبادئ أول نوفمبر، حيث اعتبر حملات التشويه التي تتعرض لها الذاكرة الجزائرية من قبل بعض الأشخاص معزولة ومنفردة. والتاريخ والتضحيات الجزائرية أكبر بكثير مما يدّعيه بعض الفرنسيين الذين يقولون إن الجزائر ستركع بذهاب جيل نوفمبر وهو ما لن يكون، على اعتبار أن أبناء الجزائر كلهم نوفمبريون حسبه، مشيرا إلى أن الذي يحب الجزائر يحبها كما هي، فحب الوطن يتطلب تضحيات وليس بحمل العلم وجواز سفر، في إشارة منه إلى الذّين يدّعون حب الوطن ويلجأون إلى أوروبا للعمل والاستثمار. وقال وزير المجاهدين إن زيارته إلى العاصمة الفرنسية جاءت تلبية لدعوة كاتب الدولة لدى وزير الدفاع الفرنسي المكلف بقدامى المحاربين والذاكرة، جان مارك تودشيني، الذي قدم إلى الجزائر على متن طائرة رئاسية خاصة للمشاركة في احتفالات الذكرى 70 لمجازر 8 ماي 1945، وهو -حسب زيتوني- مؤشر جيد وخطوة نحو اعتراف فرنسا بجرائمها الاستعمارية في الجزائر، ودليل على تغير الموقف الفرنسي اتجاه ملف الذاكرة منذ زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في ديسمبر 2012. وأكد وزير المجاهدين أن المفاوضات مع فرنسا حول هذه الملفات وصلت إلى نقطة اللارجوع، حيث طالبت الجزائر بالتعويضات لضحايا التجارب النووية وتعويضات عن الأضرار البيئية، والجزائر لن تتنازل عن مطالبها الشرعية من دون أي مركب نقص، وستدعم ملف ضحايا التفجيرات النووية بالاستعانة بخبراء في القانون وأطباء. وأشار زيتوني إلى أن الزيارة التي تعد الأولى من نوعها لوزير المجاهدين إلى فرنسا، أفضت إلى تشكيل لجنة جزائرية فرنسية مشتركة تفرعت عنها عدة لجان لدراسة ملفات المفقودين، منها التفجيرات النووية برڤان وملف الأرشيف الوطني الجزائري، مشيرا إلى أن اجتماعين تم عقدهما في 3 و11 من الشهر الجاري بالعاصمة وتطرقا إلى ملف المفقودين وملف التجارب النووية برڤان التي احتفلت الجزائر منذ يومين فقط بذكراها ال56. وعن الأرشيف الوطني الجزائري لدى فرنسا وتماطلها في تسليمه، أكد زيتوني أن الجزائر لن تتنازل عن أرشيفها كاملا غير منقوص منذ بدء الاحتلال سنة 1830، مشيرا إلى أن الجزائر تسلمت 2 من المائة فقط من أرشيفها الوطني، بينما تبقى ما نسبته 98 من المائة بين أيدي الفرنسيين، مشددا على ضرورة استرجاعه كاملا حتى ذلك الذي يحمل صفة سري للغاية المتواجد لدى وزارة الدفاع الفرنسية.