مراسلة رسمية من رئيس قسم المشتريات الخارجية تفضح التجاوزات الفضيحة تجاهلها المسؤولون وأبرموا بعدها صفقات بالجملة نائب مدير المشتريات وجهت استفسارا للمتورط وفضحت طريقة اختيار الممون فجر استفسار وجهته نائب مدير المشتريات بشركة الخطوط الجوية الجزائرية فضيحة من العيار الثقيل كلفت إدارة المؤسسة أكثر من مليون ومائة ألف دولار صرفتها على شراء قطع غيار للطائرات خاصة بشركة "بوينغ" الأمريكية عن طريق ممون بريطاني ووسيط ليبي يدعى "درناوي سالم"، في صفقة فيها تلاعبات وتمت بطريقة غير قانونية. تكشف وثائق رسمية بحوزة "النهار" نسخة منها، خيوط الفضيحة التي كان أبطالها إطارات بشركة الخطوط الجوية الجزائرية من بينهم ابن أحد النقابيين التابعين للاتحاد العام للعمال الجزائريين، ويتعلق الأمر بالمدعو "م.ك" الذي كان يشغل آنذاك رئيس مصلحة المشتريات مع الأجانب، والمعني بالاستفسار الذي وجّهته له نائب مدير المشتريات "عواطف.م" تحت رقم 39 ومؤرخ في28 ماي من عام 2011، وهي الفترة التي كان فيها الرئيس المدير العام السابق محمد الصالح بولطيف يتربع على عرش المؤسسة، تطالبه من خلاله بضرورة تقديم توضيحات حول الأسباب التي كانت وراء تأكيد طلبية رقم "B1005665" للممون البريطاني "AJ WALTER" لقطع الغيار من صنع "بوينغ" بتاريخ 4 جويلية من نفس السنة، وهذا قبل انعقاد لجنة تقييم الصفقات من دون إعادة جدول المقارنة الخاص بالعروض. وأوضحت ذات الوثائق أن هذا الممون يسلّم القطع في آجال طويلة حددتها بثمانية عشر أسبوعا أي بعد مرور أربعة أشهر وخمسة عشر يوما، وهذا في وقت كان ابن النقيب المدعو "م.ك" قد تلقى عرضا بخمسة أيام قبل موافقته على العرض، الذي وافق عليه وذلك يوم التاسع جويلية من عند الممون "API" بأقل تكلفة وفي آجال قصيرة تكون في ظرف شهر واحد. رد المتهم على الاستفسار كان بعد مرور شهرين ويتهم من خلاله محررته بالتجاوزات في اختيار الممونين تحرك "م.ك" بعد شهرين من تلقيه الاستفسار، وكان ذلك بتاريخ 26 سبتمبر من عام 2011، ليرد على الاتهامات التي وجهتها له "عواطف.م" ويتهمها باعتماد نفس الطريقة التي تم بموجبها اختيار "AJW".179 179 ألف دولار قيمة الصفقة المشبوهة التي أبرمها المتهم مع الممون "AJW" بلغت قيمة الصفقة المشبوهة التي أبرمها رئيس مصلحة المشتريات الخارجية "م.ك" حسب ما يكشف عنه وصل الطلب الذي تحصلت "النهار" على نسخة منه، والذي كان سببا مباشرا في توجيه الاستفسار، ب179 ألف دولار تم رصدها لشراء 30 قطعة غيار من عند الممون "A.J.WALTER". "A.P.I"و"S3INTERNATIONAL" ضمن الصفقات المشبوهة وبالاستناد إلى الملف المفصل الذي تحصلت عليه "النهار"، فإن إبرام الصفقات المشبوهة لم تشمل فقط الممون البريطاني لقطع غيار "بوينغ" عن طريق الوسيط الليبي "درناوي سالم"، وإنما شملت ممونين آخرين، ويتعلق الأمر بكل من "A.P.I" و"S3 NTERNATIONAL". فضح التجاوزات كان في عهد بوعبد الله في مراسلة وجّهت إلى رئيس قسم الصيانة وقبل الاستفسار الذي فجّر الفضيحة، تكشف مراسلة أخرى محررة بتاريخ 27 جانفي من عام 2011، وهي الفترة التي كان فيها وحيد بوعبد الله رئيسا مديرا عاما للجوية الجزائرية، من طرف المدعو "شهاب محمد الهادي" بصفته رئيسا لقسم المشتريات الخارجية، وموجهة إلى رئيس قسم الصيانة وتصليح الطائرات، وأيضا إلى مدير اللوجستيك ومدير التموين ورئيس لجنة الصفقات، يؤكد فيها وجود تجاوزات بالجملة وعدم احترام الإجراءات المعمول بها في شراء قطع الغيار، وحذّر من العقبات الوخيمة من الصفقات، وأوضح بأنها ستؤثر على سمعة الجوية الجزائرية، كما أكد صاحب المراسلة على أهمية عقد جلسة استماع له لفضح المستور. صفقات بالجملة بعد المراسلة الفاضحة للتجاوزات ورغم هذه التحذيرات، إلا أن الوثائق التي بحوزتنا تؤكد إبرام عدة صفقات مع هؤلاء الممونين طيلة عام 2011، مما جعل القيمة ترتفع إلى أكثر من مليون و137، من بينها صفقة بقيمة 185 ألف و700 دولار يوم 7 جوان 2011 وأخرى ب183 ألف و900 دولار بتاريخ 5 جويلية من عام 2011، إلى جانب صفقات أخرى بقيم تتراوح مابين 179 ألف و850 دولار يوم7 أوت2011، وغيرها من الصفقات الأخرى حسبما تكشف عنه الوثائق والتي وصلت قيمتها إلى أكثر من 211 ألف دولار. المسؤولون تخلوا عن شركة "بوينغ" لاقتناء القطع بأسعار منخفضة وفضلوا الأسعار المضخمة المعتمدة من الممونين والغريب في الأمر من كل هذا، هو أنه ورغم أن شركة الخطوط الجوية الجزائرية تعتبر زبونا وفيا لشركة "بوينغ" الأمريكية، مما يمكّنها من اقتناء قطع الغيار بأحسن الأسعار وأخفضها، إلا أن وصولات الطلبات كانت توجه إلى الممونين مدون عليها "AOG" أي ممون ثالث، مما جعل الأسعار ترتفع مقارنة بالأسعار الحقيقية. "إيمايلات" تكشف المراسلات بين الممون والمتهمين والوسيط الليبي لتأكيد تسلم القطع والحصول على المستحقات وإلى جانب الوثائق التي تكشف هوية الأطراف الذين كانوا يشرفون على الصفقات، فإن "النهار" قد تحصلت على نسخة من الرسائل الإلكترونية التي كانت تتم ما بين الممون البريطاني "AJW" و"م.ك" و"عواطف.م" وحتى الوسيط الليبي الجنسية "درناوي سالم"، والتي يعتمد عليها الممون "AJW" في التأكيد على إرسال الطلبية إلى الجوية الجزائرية، وأن الحصول على مستحقاته يجب أن يكون في أجل أقصاه شهر. شهاب محمد الهادي مكتشف الفضيحة ل"النهار": "نعم أنا من اكتشف خيوط الفضيحة والدرك يحقق في القضية" قال شهاب محمد الهادي إنه كان أول من اكتشف خيوط الفضيحة ووجّه مراسلة رسمية بتاريخ 27 جانفي من عام 2011، يؤكد من خلالها وجود تجاوزات، قبل أن يوضح بأن رجال الدرك الوطني يحققون في الفضيحة وواجب التحفظ يمنعه من التعليق. المتهم الرئيسي في القضية مينا كريم: "تعاملت مع الممونين لأن المديرين السابقين وقّعوا على عقود للتعامل معهم" قال مينيا كريم رئيس مصلحة المشتريات الخارجية، في اتصال مع "النهار"، إن الصفقات التي أبرمها تمت بطريقة قانونية وأن التعامل مع هؤلاء الممونين كان بموجب عقود وقعها المديرون السابقون لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، وأكد بأن الاستفسار الذي تلقاه من نائب المدير المكلفة بالمشتريات "عواطف.م" رد عليه بتقرير مفصل حول نسخا منه إلى مسؤوليه وإلى الفرع النقابي. بن شهاب نائب مدير التموين: ""لم أكن المسؤول الوحيد عن التموين في تلك الفترة وكان هناك مسؤولون آخرون" ومن جانبه، أوضح محمد بن شهاب، نائب مدير التموين في تلك الفترة، في اتصال مع "النهار"، بأنه لا يتحمل المسؤولية بمفرده في القضية وإنما هناك مسؤولون آخرون خاصا بالذكر بوشوشي سفيان بصفته مديرا تقنيا والمدعو حسناوي، وأكد أنه لم يكن يعلم بالقضية وأنه علم بها مؤخرا، وشدد على ضرورة ترك القضية للتحقيق من طرف العدالة. عبدو بودربالة المدير العام للجوية الجزائرية ل"النهار": ذ"القضية حدثت في وقت سابق لم أكن فيها مديرا للمؤسسة" قال محمد عبدو بودربالة، الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، أمس، في اتصال مع "النهار"، إن الفضيحة محل الطرح لم تحدث في عهده -أي وهو على رأس المؤسسة-، وإنما تعود إلى فترات سابقة وعهد مديرين سابقين، رافضا التعليق عليها.