تباشر المديرية العامة للأمن الوطني منذ فترة ليست بالبعيدة سلسلة من التحقيقات الإدارية والمالية بخصوص بعض العمليات المتعلقة بتهريب رؤوس أموال ضخمة للخارج بطريقة غير قانونية واستثمارها في عدة بلدان أوربية خاصة بإسبانيا وفرنسا. وأكدت مراجع ''النهار'' أن مصالح الأمن قررت منع حوالي 24 رجل أعمال بوهران من جملة 44 مستثمرا أخرا على المستوى الوطني ينشطون في مجالات الاستيراد والتصدير وكذا المقاولات العقارية من مغادرة التراب الوطني إلى غاية الانتهاء من إجراءات هذا التحقيق الأمني الذي قالت عنه ذات المصادر انه سيرفق بإجراءات إدارية صارمة تتمثل في تحويل وعزل العديد من المسؤولين عن جهاز شرطة الحدود بعاصمة الغرب مع تشديد وسائل الرقابة في كل من ميناء وهران ومطار السانيا الدولي خاصة على مستوى القاعة الشرفية لهذا الأخير . سربت مصادر موثوقة للنهار عدة معطيات جديدة تتعلق بالتحقيق الذي تباشره المصالح المركزية بمديرية الأمن الوطني في قضايا تهريب الأموال إلى الخارج بطريقة غير شرعية واستثمارها في العديد من المشاريع فوق التراب الأوروبي حيث يتعلق الأمر حسب المعلومات الأولية ب 24 رجل أعمال ومستورد ومقاول من الوزن الثقيل شكلوا في العشرية الأخيرة نادي المال والأعمال الوهراني . و تضم قائمة هؤلاء المعنيين بقرار المنع من مغادرة التراب الجزائري اعتمادا على ذات المصادر المع الأسماء في عالم الثراء في ولاية وهران حيث يتواجد بها اسم احد المقاولين المشهورين الذين استفاد من قرض مالي جاوز سقف 4 آلاف مليار من لدن احد البنوك العمومية لإقامة مشروع ترقوي يضاهي ربما تلك المشاريع التي أقيمت حديثا بابي ظبي كما تضم القائمة أسماء 3 إخوة ينشطون في مجال استيراد أغلى وأثمن العطور ومواد التجميل من مختلف البلدان الأوربية بالإضافة إلى مستثمرتين اثنتين تنشطان بالمنطقة الصناعية بحاسي عامر شرق مدينة وهران، وتضم القائمة كذلك أسماء بعض المستوردين الآخرين من الطبقة الوسطى لا ترقى أرقام أعمالهم إلى حجم النشاط المالي والاقتصادي للمجموعة الأولى لكن مع ذلك ضمت أسماؤهم إلى قائمة الممنوعين من مغادرة التراب الوطني . وأشارت مراجع النهار أن القرار المذكور يرجع إلى تلك التحقيقات الابتدائية التي أجرتها مصالح الأمن بخصوص قضية ضبط احد المواطنين من أصل اسباني منذ حوالي 4 أشهر بمطار السانيا الدولي، وبحوزته مبلغ مالي يقدر بحوالي 20 ألف أورو كان الأخير ينوي تهريبه إلى موطنه الأصلي بعدما انتهى من مهمة قادته إلى عاصمة الغرب مع احد رجال الأعمال المعروفين على نطاق واسع بالساحة المحلية، وهي القضية التي تحولت فيما بعد إلى خيط سارت على نهجه تحقيقات أخرى يبدو أنها انتهت بالكشف عن مزيد من التفاصيل التي كشفت عن تورط العديد من رجال الأعمال بعاصمة الغرب في عمليات تهريب أموال ضخمة جنوها سواء من تجارتهم أو من القروض المالية الكبيرة التي استفادوا منها نحو البلدان الأوربية، كما أكدت مصادر ''النهار'' أن العملية الأخيرة أعقبتها سلسلة من التحقيقات على مستوى العديد من المؤسسات المصرفية العمومية انتهت هي الأخرى بالوصول إلى جملة من المعطيات تصب جميعها في نفس الاتجاه.