عاش سكان المدينة الجديدة ماسينيسا في قسنطينة، على مدار اليومين المنقضيين، حالة من الهلع والخوف الشديدين، جراء محاولة اختطاف رضيع من مهده بإحدى الشقق، وإقدام المختطف ومجموعة من أصدقائه على الانتقام من والد الضحية. الحادثة وحسبما أكده والد الضحية وبعض الجيران ل«النهار» التي تنقلت إلى عين المكان، وقعت، مساء أمس الأول، أين استغل شاب في العشرينيات من عمره غفلة سيدة كانت عند جارتها بالشقة المقابلة، وتسلل إلى غرفة ابنها «جواد بوطويل» صاحب السنة والنصف محاولا اختطافه، قبل أن تتفطن لأمره وتبدأ بالصراخ، مما دفع الجيران إلى مطاردة الشاب القاطن بالمسكن الذي يعلو الشقة المستهدفة، إلا أنه تمكن من الفرار، قبل وصول والد الضحية الذي نشب بينه وبين الجاني عراك في المساء، إلا أن المتهم لم يكتف بذلك، بل أقدم على العودة ليلا مع مجموعة من أصدقائه مدججين بأسلحة بيضاء وبنادق الصيد البحري، محاولين اقتحام الشقة من خلال كسر بابها على مرتين متتاليتين، إلا أن تدخل رجال الأمن منع وقوع الكارثة، بعد أن لاذ المنحرفون بالفرار فور رؤيتهم لدوريات الشرطة بالمنطقة. وقد مكنت التحريات من توقيف المتهم الرئيسي وأحد منفذي محاولة اقتحام الشقة، في الساعات الأولى من صباح أمس، حيث تم التعرف عليهما من طرف الضحية فور مواجهتهم على مستوى مقر الأمن الحضري الخارجي ماسينيسا، في انتظار تقديمهما أمام النيابة المحلية فور الفراغ من إجراءات التحقيق. والد الضحية: نطالب بتوفير الأمن وحماية أبنائنا من هذه الوحوش البشرية وخلال حديث جمعنا مع والد الضحية الذي وجدناه في حالة هلع شديد من هول ما واجهه خلال اليومين المنقضين، فقد أكد «طارق بوطويل» أنه على المصالح الأمنية وضع حد لممارسي هذه الأفعال، والتي باتت تختص بها ولاية قسنطينة بالمقارنة مع باقي ولايات الوطن، مشيرا إلى أن الجاني لم تكن تبدر منه أي تجاوزات حيال العائلة خلال الفترة السابقة، إذ كان لا يتردد على شقته كثيرا، ولم يعرف عنه سوى أنه من متعاطي المخدرات ومضطرب نفسيا. في سياق آخر، كانت الحادثة قد أعادت للأذهان ما وقع بذات المنطقة سنة 2008، والتي راح ضحيتها الطفل «ياسر» الذي افتتح به عداد عمليات اختطاف الأطفال في الجزائر.