لكم مني جزيل الشكر وفائق التقدير والاحترام على هذا الفضاء، الذي أثلج صدورنا وأصبح بمثابة المنفذ لهمومنا ومشاكلنا. أنا واحدة من اللواتي جار عليهن الزمن، بعدما عشت العز والدلال، أصبحت أتمرغ في الخزي والإذلال، بعدما رجعت الى بيت أهلي خائبة، مكسورة الجناح وأحمل أشلائي المعثرة على اليمين، وابني الوحيد على اليسار، بعدما طلقني زوجي، وأقسم أن لا يعود إلى الحياة معي، حتى ولو وضعت بين يديه مفتاح كنوز الدنيا، ذلك لأني رفضت الوضع الذي أجبرني على العيش فيه مدة سنتين، بعدماتمرد علي واحترف الخيانة. زوجي ياسيدتي الكريمة خائن محترف، لقد فعل ذلك مرات عديدة، سرا وعلانية، تفنن في خيانتي وإذلالي، ولم يكن يعرف سوى عبارة اترك البيت إن لم يرضك الأمر في لحظة هيجان فعلت ذلك، فوجد الفرصة الثمينة التي لاتعوض، لكي يطلقني بطريقة تعسفية. وجدت نفسي بعد ذلك أكابد مرارة الطلاق، والوضع المزري في بيت عائلتي التي كان أفرادها بين الحين والآخر يعرضون علي الزواج من مختلف العرسان الذين كانوا يقترحونهم، وكنت أرفض، لأن الحنين لطليقي مازال يراودني، أحن لتلك الأيام التي قضيتها معه بداية مشوار زواجي، أحن الى الإرتماء بين أحضانه لأنه يفيض رجولة، ولا أظن أن أحد رجال العالم يمكن لي أن أشعر معه، بما شعرت به آنفا، أحن إلى طغيانه وجبروته، أشتاق إلى جاهله، وتقلب مزاجه، أشتاق إلى رؤيته، وسماع صوته، ولمسة يده الخشنة، أرغب بالعيش معه، ولو في دوامة، لأني لم استطع التخلص من الحنين إليه، حاولت، لكن الفشل كان ومازال مصيري المحتوم، ولأني أتعذب بهذا الشعور الطاغي الذي ملك جوارحي وأسر عقلي، أريد حلا لمشكلتي، فكيف السبيل للتخلص من هذا الحنين؟ أو الإستمرار لأجني نتيجة العودة إليه. الرد رغم الكم الهائل الذي تلقيته من مشاكل، مازلت حتى الآن ياحبيبتي لم أصادف من تبحث لنفسها عن الذل والإهانة، والتجاهل، والعيش في كنف التهميش وقلة الشأن، صدقيني أن حالتك هذه، لا أعرف كيف أصنفها، وأنت تعترفين بالحنين لرجل أقل مايقال عنه أنه أخرجك من حياته أيما إخراج، بعدما أهانك بخياناته المتكررة سرا وعلانية، فلا عذر له لأنه كان يقدم على أفعال نكاية بك ودون مراعاة لشعورك كزوجة. وإمرأة لاتقبل بأي حال من الأحوال أن ترى شريك عمرها بين أحضان أخرى! إن مجرد التفكير في كلامك يشعرني ياحبيبتي بالعجز عن تشخيص حالتك. فهل أنت مغرمة بتغذيب نفسك؟، فلو كنت كذلك أصف لك من الدواء مايشفي هذا الداء، عليك بجرعة فائقة من النسيان، اشربيها بكوب ممتلئ من التجاهل، وعند الإنتهاء تقربي لله بهذا الدعاء: "اللهم إني أسألك أن تطهر قلبي من شوائب هذا الحب، وأن ترني طريق حياتي بعيدا عنه" عليك بوجبة كاملة من الصمود وإياك الإنصياع لمشاعرك التي ستؤدي بك إلى الهوان، آخر ماأقوله لك أن اللاحب أفضل من الحب دون أمل. ردت نور