جماجم الجزائريين أمانة لدينا منذ القرن 19 وليست ملكا لنا حتى نتنازل عليها اسبعد رئيس المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي، برونو دافيد، إعادة جماجم شهداء الثورة التحريرية وقادة المقاومة الجزائرية الذين طالبت بهم وزارة المجاهدين بصفة رسمية، حيث تقبع هذه الأخيرة ب«متحف الإنسان» الفرنسي، أين أكد أمام مجلس النواب بأن عملية إرجاع هذه الجماجم جد صعبة ومعقدة، كما أن منحها للجزائر يعد مشكلا أخلاقيا لأنها ليست ملكه، وهي تعود للقرن التاسع عشر.وصرح المتحدث لدى سماعه من طرف اللجنة المكلفة بالتنمية المستدامة والتهيئة العمرانية، الأسبوع الماضي، والتي نشرت تقريرها أمس العديد من وسائل الإعلام الفرنسية قائلا: «إننا وبصفتنا مودع لدينا معروضات يجب علينا بطبيعة الحال الإعتناء بها لكن لا يحق لنا التنازل عنها، وهذا الأمر قد يطرح مشكل أخلاقيات» قائلا: «نحن نقوم بحفظ جماجم لمقاومين جزائريين من القرن 19 والتي تطالب بها الجزائر، وبما أنها ليست ملكا لنا لا يمكن إرجاعها من دون اتباع عملية معقدة إلى حد ما». وأوضح رئيس المتحف أن المسار يخضع لقواعد من الناحية الأخلاقية «من أجل حماية الملكية الفكرية وتراث كل بلد لكنها تعقد بشكل محسوس سير المتحف»، مشيرا في نفس السياق إلى أنه «يتوجب إلزاما ضمان إمكانية تعقب المواد، وأن نكون جاهزين لإرجاعها حسب الأوضاع»، وأكد المسؤول أن «الأمر ليس بالسهل» كونه يتعلق بجماجم بشرية. وكان وزير المجاهدين طيب زيتوني قد صرح في وقت سابق أن الإجراءات المتعلقة باسترداد العظام ودفنها بالجزائر «تعرف تقدما»، مبرزا بأن «حرمة الأموات كحرمة الأحياء ولا يوجد مسوغ أخلاقي أو وجداني لترك تلك الرفات في الوضعية المؤسفة التي توجد عليها». من جهته، صرح مدير المعروضات لدى المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بباريس، ميشال قيرو، بأن مؤسسته «مستعدة للنظر بشكل إيجابي في طلب استرجاع 36 جمجمة للشهداء المقاومين الجزائريين الذين سقطوا في ساحة الوغى، مع بداية الاستعمار الفرنسي، والتي يتم حفظها منذ أكثر من قرن». وتعود هذه الجماجم وأغلبها جماجم صلبة إلى كل من محمد لمجد بن عبد المالك المعروف باسم شريف «بوبغلة» والشيخ بوزيان قائد مقاومة الزعاطشة بمنطقة بسكرة في سنة 1849، وموسى الدرقاوي وسي مختار بن قديودر الطيطراوي، ومن ضمنها أيضا الرأس المحنطة لعيسى الحمادي الذي كان من ضباط شريف بوبغلة، وكذا القالب الكامل لرأس محمد بن علال بن مبارك أحد ضابط الأمير عبد القادر .