عائلات متكونة من 22 فردا تقطن بشارع أحمد نواورة بباتنة نداء استغاثة إلى رئيس الجمهورية للتدخل وإنقاذهم من الموت الذي يتريص بهم في أية لحظة،وهذا بسبب المسكن الذي يقطنون به منذ الخمسينات من القرن الماضي، الذي أصيب بتشققات وتصدعات خطيرة في الجدران والأسس من كل الجهات،مثلما أكدته محاضر المعاينة الميدانية التي قامت بها الجهات الوصية في أكثر من مناسبة كالمرقمة ب4776 المؤرخة بتاريخ 01/08/2006 الصادرة عن مديرية الشؤون الدينية للولاية التي تلزم قاطني المسكن-الذي هو في الأصل حبوس تابع لذات المديرية-بضرورة إخلائه الفوري لما يشكله من خطر على حياتهم،ورغم كل ذلك، ورغم الموت المحقق الذي بات يتربص بأرواح 22 جزائرياّ،نصفهم أطفال صغار،في جزائر العزة والكرامة، فإن كل الشكاوى السابقة الموجهة لكل السلطات المعنية من الوزير إلى المير لم تثمر بتأمين هؤلاء المهددين في أرواحهم،عدى الاستعداد بمنح 3 شقق لهم جميعا،وهو الأمر الذي رفضه المعنيون بحكم أنهم 6عائلات منفصلة ومن غير المعقول أن تمنح شقة واحدة لعائلتين اثنتين،ليقرر هؤلاء توجيه صرختهم الأخيرة إلى القاضي الأول في البلاد قصد انتشالهم من داخل هذا القبو وهم أحياء قبل أن تنتشلهم السلطات المحلية قتلى من تحت الإنقاذ في أية لحظة،حسب تعبيرهم،وهذا بمنحهم شققا محترمة يكملون فيها حياتهم في عزة وكرامة رفقة أبنائهم الذين هم أيضا أعياهم الوضع المزري في هذا المكان،خاصة من الناحية النفسية لما يواجهونه من كلام جارح من قبل زملائهم الأطفال كلما خرجوا من المدخل الرئيسي لهذا المسكن الذي تحول إلى عقدة نفسية لهم. تجدر الإشارة إلى أن وضعية شبكة الخيوط الكهربائية من جهتها أصبحت تهدد حياة هؤلاء الذين يعيشون في زمن القرون الغابرة،وهذا بالنظر إلى نسجها كحال خيوط شبكة العنكبوت تماما،بسبب قدم العدادات و الربط العشوائي للأسلاك المتداخلة في بعضها البعض،هذا إلى جانب البلاط المنعدم والظلمة المميزة للمدخل الرئيسي للمسكن الذي يشبه مدخل مغارة في عمق الجبل.