في أول حوار صريح ومفتوح له منذ حلوله بالجزائر أراد ان يختم به زيارته على صفحات جريدة "النهار"، يتطرق رئيس الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم عيسى حياتو في هذه الدردشة إلى مدى نجاح احتضان الجزائر للطبعة الثامنة لنهائيات كأس أمم افريقيا 2010 وقضايا أخرى تخص شؤون المستديرة الجزائرية والافريقية... تابعوا: بداية كيف تقيمون الطبعة الثامنة من نهائيات كأس أمم افريقيا لفئة أقل من 71 سنة التي احتضنتها الجزائر؟ في الحقيقة هو اليوم الخامس بالنسبة لي منذ قدومي لحضور نهائيات كأس أمم افريقيا لأقل من 71 سنة هنا بالجزائر، ولقد لاحظت أن الجزائر لم تخيب ظن الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم التي وضعت فيها الثقة الكاملة لتنظيم هذا الحدث الكروي. النهار : هذا يعني انكم مقتنعون من الجانب التنظيمي؟ بطبيعة الحال، نحن مقتنعون جدا خاصة من الجانب التنظيمي وأقولها بكل ديماغوجية أنني فخور جدا بالمستوى التنظيمي العالي الذي بلغته الجزائر، والدليل على ذلك هو ارتياح أعضاء ووفود المنتخبات المشاركة في الدورة، فعند تقربي منهم عبروا لي عن شكرهم الخالص وحفاوة الاستقبال التي تلقوها من طرف اللجنة المنظمة للنهائيات، كما أن مشاهدة المباريات المبرمجة تجري في اوقاتها المحددة وظروف الاقامة المريحة، بالاضافة الى نوعية الوجبات والخدمات المريحة، دليل آخر يشرف الجزائر بصفة خاصة والقارة الافريقية بصفة عامة. النهار : بما أنكم مقتنعون من الجانب التنظيمي، هل ترون أن الجزائر قادرة على احتضان طبعة ثانية لنهائيات كأس أمم افريقيا أكابر؟ أظن أن الجزائر لديها كل الامكانيات لاحتضان نهائيات كأس أمم افريقيا أكابر، والدليل على ذلك نجاح طبعة 0991، صحيح أن السنوات التي جاءت بعد هذا التاريخ لم تسمح للاتحادية الجزائرية لكرة القدم بتقديم ملف ترشحها مرة أخرى لاسباب تخص الشؤون الداخلية للبلد، ولكن اليوم لاحظت أن أمورا كثيرة تغيرت بفضل اهتمام السلطات السياسية للبلاد بالجانب الرياضي. النهار : بما أنكم تطرقتم للجانب السياسي. هل يمكن القول أن مجيء الرئيس بوتفليقة كان وراء هذه التغييرات؟ دعني أكون صريحا معك بخصوص هذا الموضوع، كما هو معلوم فالرياضة تتطور بعامل مهم ورئيسي، وهو الاستقرار السياسي والأمني، والجميع يعلم أن الجزائر مرت بفترات صعبة خلال سنوات التسعينات، ولكن بمجيئ الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة للسلطة، الامور تغيرت بصفة جذرية، وبفضله عاد الأمن والاستقرار، هذان العاملان، بالاضافة للجهود المبذولة من طرف الرئيس الحالي للفدرالية الجزائرية لكرة القدم، هما اللذان سمحا اليوم بنجاح تنظيم كأس أمم افريقيا لأقل من 71 سنة. لقد تزامنت زيارتك للجزائر مع حملة الانتخابات الرئاسية التي ستجري يوم التاسع أفريل القادم. النهار : ماهي الرسالة التي توجهها للرئيس القادم للبلاد؟ كما سبق وأن ذكرت لك، فأنا من دعاة الاستقرار، ولهذا أظن أن اعادة انتخاب الرئيس بوتفليقة كرئيس للبلاد سيخدم كرة القدم الجزائرية، كونه سبق له وان شغل منصب وزير الشباب والرياضة في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين. النهار : وما رأيك في عودة روراوة على رأس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم؟ لا أخفي عليكم أنه تجمعني علاقة صداقة خاصة بيني وبين شخص محمد روراوة خارج الاطار المهني، وما اعرف عنه أنه إنسان غيور على بلده لاقصى الحدود، أما عن الجانب المهني، أظن أنه كان ولا يزال دائما مخلصا لعمله ولدي ثقة كبيرة في كفاءة ادارته للمنصب الحالي الذي يتولاه كرئيس منطقة شمال افريقيا لكرة القدم، ولهذا فمن دون شك فإن عودته على رأس الاتحادية الجزائرية لكرة البقدم ستعطي اضافة نوعية قد تثمر بعودة الجزائر القوية للساحة الكروية. النهار : في نظركم، ما هي الأسباب التي جعلت الجزائر تغيب عن المواعيد الافريقية والعالمية خلال السنوات الماضية الأخيرة؟ لقد سبق وأن قلت لك أن السنوات التي مرت بها الجزائر أثرت بطريقة أو بأخرى على نتائجها، ولكن الكرة الجزائرية تبقى دائما لديها هيبتها الخاصة، وهي تعمل على استعادتها حاليا بالنظر للنتائج المحققة خلال الدور التصفوي الثاني لنهائية كأسي العالم وافريقيا، عندما تأهلت على حساب المنتخب السنغالي المعروف بقوته، وكذا المنتخب الغامبي، ولهذا أنا لا أستبعد إعادة احياء منتخب جزائري شبيه بسنوات الثمانينات مستقبلا. النهار : وهل تطرقتم خلال اجتماعكم بالرئيس روراوة لموضوع احتمال ترشح الجزائر لاحتضان كأس أمم إفريقيا (أكابر)؟ لقد نال هذا الموضوع قسطا من المحادثات التي جرت بيننا، ونحن في انتظار تقديم الجزائر لملف ترشحها لاحتضان النهائيات القادمة لكأس أمم إفريقيا. النهار : أكيد أنكم تابعتم نتائج الجولة الأولى من تصفيات الدور الأخير لنهائيات كأس أمم افريقيا والعالم. ما رأيكم في نتائج ومستوى منتخبات مجموعة الجزائر؟ أظن أن نتائج هذه المجموعة جاءت منطقية بالنظر لمستوى المنتخبات التي تظمها، فتعادل المنتخب الزامبي بمصر مستحق إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الآداء الذي قدمه لاعبي المنتخب الزامبي أمام أبطال افريقيا، وعودة الجزائر بنقطة من رواندا منطقي كذلك، لهذا أنا أرى الحظوظ متساوية تماما سواء تعلق الأمر بتأشيرة المونديال أو تأشيرات كأس أمم إفريقيا. النهار : وماهو تفسيركم لبروز منتخبات لم تكن معروعة على الساحة الإفريقية مؤخرا؟ كما هو معلوم، فإن الكرة الإفريقية تشهد تطورا سريعا خلال السنوات الأخيرة، وهذا بفضل المادة الخام التي تتوفر عليها القارة والمتمثلة في المواهب الشابة التي أصبحت خزان أعرق الأندية الاوروبية الكبيرة، أضف إلى ذلك أن الفرصة تتاح لكل المنتخبات لإثبات إمكانياتها وقدراتها كل سنتين من خلال التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم افريقيا، الشيء الذي جعل هذه المناسبة محل متابعة وإهتمام كل العالم، إلى درجة أنها أصبحت تنافس كأس أمم اوروبا التي تقام كل أربع سنوات بالنسبة لدرجة جلبها أكبر عدد من المتتبعين. النهار : لكن تاريخ إجراء منافسة كأس إفريقيا الذي عادة ما يتزامن مع منتصف الموسم الكروي أصبح يعيق خاصة النوادي الاوروبية الكبيرة التي تضم ألمع اللاعبين الأفارقة؟ هذه النوادي لا يمكنها تغيير قوانين الفيفا المعمول بها، كما لا يحق لها معارضة التحاق اللاعبين الأفارقة بمنتخباتهم الوطنية، أما بالنسبة لتاريخ إجراء هذه المنافسة الذي يتزامن مع منتصف الموسم الكروي، ينتظر أن يتم دراسة هذا الموضوع مع رئيس الاتحادية الدولية لكرة القدم جوزيف بلاتير. النهار : ماهو رأي رئيس الكاف في مجموعة اللاعبين الذين تضمهم عناصر التشكيلة الوطنية؟ بكل صراحة، يلفت انتباهي لاعبين إثنين يقومان بدور كبير في المنتخب الوطني الجزائري، هما كريم زياني لاعب الاولمبيك مارسيليا الذي يؤدي موسما جيدا، ورفيق صايفي لاعب لوريون الفرنسي. النهار : وافضل لاعب شاب في صفوف الفريق الوطني لاقل من 17 سنة لفت انتباهك؟ قلب الهجوم طويل القامة رقم 9 أظن. (يقصد به المهاجم المغترب بن دحمان). النهار : كلمة أخيرة نختم بها الحوار؟ نشكر أولا الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وعلى رأسها محمد روراوة والذين ساهموا في إنجاح العرس الكروي الافريقي للفئات الشابة، كما نتمنى التوفيق والنجاح للمنتخب الوطني الجزائري.
