أحرق بلدك من أجل الطعام وستناله مجانا في مخيمات اللاجئين اجتاح عدد كبير من «هاشتاغ» أمس، مواقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» و«تويتر»، يدعو أصحابها إلى التعقل ونبذ العنف والتخريب، بعد الاحتجاجات التي عرفتها بعض ولايات الوطن أمس الإثنين، ضد قانون المالية 2017، حيث دعا المشاركون والمغرّدون من خلاله إلى التعقل ونبذ العنف الذي تتبنته أطراف مجهولة بأسماء مستعارة. وتداول العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الشعارات الداعية لنبذ العنف والتخريب، على غرار «اضرب ولا تخرب»، «أنا جزائري أنا ضد العنف»، «قد نختلف مع النظام ولكن لا نختلف مع الوطن». كما أشعلت نصيحة على شكل عبارة «أحرق بلدك من أجل الطعام وستناله مجانا في مخيمات اللاجئين»، مواقع التواصل الإجتماعي، والتي أراد من خلالها رواد «الفايسبوك» التحذير من تحول الجزائر إلى سوريا أو ليبيا أو العراق التي أصبح مواطنوها يتجولون في كل أنحاء العالم كلاجئين مشردين داخل مخيمات بعدما سلبت منهم كرامتهم ووطنهم. ودعا رواد «الفايسبوك» إلى الكف عن العنف والتخريب والنهب والسطو على الأملاك العمومية من قبل شباب تحركهم أطراف مجهولة، حيث جاءت عبارة «أحرق بلدك من أجل الطعام وستناله مجانا في مخيمات اللاجئين»، في سياق الرد على المزاعم التي تردد بأن تلك الاحتجاجات وعمليات التخريب كانت بسبب تردي القدرة الشرائية للجزائريين وإجراءات التقشف التي أقرتها الحكومة. كما أطلقت صفحات في موقع التواصل الاجتماعي، حملة تطوعية من أجل تنظيف الأحياء التي شهدت أعمال شغب، ليلة الإثنين، في ولاية بجاية، حيث نشرت صفحة «بجاية سيتي» وغيرها من الصفحات، بأن السّكان مدعوّون إلى عملية تنظيف ما قام بتخريبه مجموعة من الشباب الذين تبرؤوا منهم . ورفض الجزائريون على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال آلاف التعليقات والتغريدات، كل أشكال العنف والتخريب، داعين الجميع للحفاظ على أمن واستقرار وسلامة ممتلكات الجزائريين، خاصة بعد نشر صور مفبركة تتعلق بحرق مباني وهيئات رسمية تبين أنها تعود لسنوات ماضية. النهار تدخل الأحياء الشعبية التي شهدت بعض أعمال العنف.. العاصميون بصوت واحد: انتهى التخلاط باسمنا.. ونحن من سنقف ضد المخرّبين شباب باش جراح وباب الوادي طردوا المحتجين ومنعهوم من الاعتداء على ممتلكاتهم الشرطة تشرع في عملية تحقيق واسعة لكشف المخططين لإثارة أعمال الشغب «راهي ناضت هنا.. راهي مخلطة لهيه»، صور الاحتجاجات والمظاهرات انتشرت كالنار في الهشيم ليلة أول أمس على بعض الحسابات والصفحات سواء عن قصد أو عن غير قصد، جعلت الشارع الجزائري يعيش الإشاعة خلال ال24 ساعة المنصرمة، حول ما يحدث في العاصمة. النهار ولغرض تقصي الحقيقة ودحض إشاعة ما يحدث في الشارع تنقلت ليلة الإثنين إلى الثلاثاء إلى العديد من أحياء وبلديات العاصمة، خاصة الشعبية منها، على غرار باب الوادي وباش جراح وحسين داي وبولوغين وباب الزوار. شباب باب الوادي: «صف واحد ضد الفتنة وانتهى التخلاط باسمنا» حي باب الوادي الشعبي والذي عرف عدة أحداث خلال السنوات الماضية ودفع سكانه الثمن غاليا على غرار باقي مناطق الوطن، شهد هدوءا تاما خلال ساعات الليلة ماقبل الماضية على غرار ساحة كيتاني وشارع ميرة عبد الرحمن وساحة الساعات الثلاث، وهو ما وقفت عليه النهار، خاصة وأن التعزيزات الأمنية كانت متواجدة وأمنت كل شوارع الحي، غير أن الحادث الوحيد وقع بشارع لوني أرزقي أو ما يعرف بحي « لاروميزون» سابقا، أين قام بعض المراهقين والمسبوقين قضائيا الذين يعرفهم أبناء الحي، بحرق أكياس القمامة وكسر زجاج سيارتي أجرة كانتا مركونتين بالحي قبل أن يتصدى لهم السكان ويقوموا بإخماد النيران وطردهم من عين المكان، حيث أكد لنا بعض الشباب ممن حدثناهم، أن «التخلاط» باسم حي باب الوادي قد انتهى، وأن أبناء الحي قد دفعوا الثمن غاليا لقاء الزج بهم في أحداث لا ناقة لهم فيها ولا جم. ولعل ما وقفت عليه $ ليلة أول أمس هو وقوف كل التجار أمام محلاتهم لحمايتها من التخريب على غرار ما شهدته سنة 2011، وهو ما سهل المهام لمصالح الأمن. شباب باش جراح: «أنتم لصوص وسنقف ضدكم بالمرصاد» «النهار» صبيحة أمس الثلاثاء، تنقلت إلى حي باش جراح الذي شهد بعض أعمال الشغب ليلة أول أمس بين منتصف الليل والواحدة صباحا، وحسبما اطلعنا عليه فإن أغلب شباب الحي الشعبي قد وقفوا ليلة أول أمس ضد من قاموا بالاحتجاجات، كما أنهم بقوا في محلاتهم خاصة ما يعرف «بازار حمزة»، والذي يعرف حركة تجارية واسعة، خاصة بعد ورود معلومات إليهم تفيد بمحاولة اقتحامه من طرف من خلقوا الفوضى بالحي. تحقيقات تطال المخربين.. والشرطة العلمية للتحقيق في الاعتداءات على أملاك المواطنين وحسبما وقفت عليه «النهار» أمس، في كل من حي باب الوادي وباش جراح، فإن مصالح الأمن المختصة وعلى رأسها مصالح الشرطة العلمية، قد شرعت أول أمس في التحقيق وتصوير كل الاعتداءات التي وقعت ليلة أول أمس، والتي مست عددا من الأملاك الخاصة للمواطنين وبعض السيارات، وحسبما اطلعت عليه النهار في حي باش جراح، فإن العديد من المتورطين في الأحداث قد تمكنت مصالح الأمن من التعرف عليهم صبيحة أمس. الاحتجاجات خلّفت إصابات عديدة وتوقيف أكثر من 100 شاب عودة الهدوء إلى مدينة بجاية بعد يوم من أعمال الشغب عاد الهدوء الحذر إلى مدينة بجاية في مختلف أحيائها عقب الأحداث التي عرفتها أول أمس الإثنين، والتي تميزت بوقوع صدامات متقطعة ومتكررة بين شباب المدينة وعناصر وحدات الأمن التي تمكنت من وضع حد لأعمال الشغب. تميزت، أول أمس، ولاية بجاية بعودة الهدوء إلى كافة المناطق التي شهدت أعمال تخريب ونهب، في حين سجلت «النهار» فتح أبواب كافة المديريات العمومية، بالإضافة إلى المقاهي وبعض المحلات التي تقع بالأحياء. وفي محطة النقل، سجلنا نقصا في عدد الحافلات على مستوى الخطوط الطويلة والمتوسطة. ومن جهتها مؤسسة النقل الحضري امتنعت عن العمل بعد حرق حافلة، حيث أُرغمت السائقة على النزول بعدما حاولت إنقاذ الحافلة من الحرق، وهو ما جعل المسؤولين يرفضون توفير الحافلات. وأكدت مصادر عليمة أن عناصر الأمن تمكنت من إلقاء القبض على أكثر من 100 شخص تورطوا في هذه الأحداث التي استنكرها سكان الولاية وأحالتهم على الجهات القضائية للتحقيق معهم حول ضلوعهم في هذه الأعمال المشينة واسترجاع الأجهزة المسروقة. الرابطة الوطنية لحقوق الإنسان نادت إلى تفادي العنف، والعمل على التعبير بصفة حضارية لأن العنف لا يأتي إلا بالخسائر وسقوط الضحايا، فالمواطن له الحق في التعبير عن حقه بصفة سلمية لا باللجوء إلى السلوكات الخطيرة، وناشدت سكان مدينة بجاية توخي الحذر ودعتهم إلى الهدوء. وقالت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان في بيان لها، إن المطالب الاجتماعية المشروعة لا يمكن تحقيقها إلا في إطار سلمي، محذرة من أن الانخراط في مساعي قد تؤدي بالبلاد إلى الخراب. ودعت الرابطة إلى توخي الهدوء تفاديا للانزلاق، مشيرة إلى أن نجاح الإضراب يظهر إصرار الجماهير للدفاع عن حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية المهددة. للإشارة، فإن الحادثة حركت عدة جمعيات التي تأسفت لما آلت إليه الأوضاع والانزلاق الذي كاد يأتي بما لا تحمد عقباه. الدرك الوطني والشرطة يفتحان تحقيقا لتحديد هوية المحرّضين فشل مخطط «الخلاطين» وغلق طريقين وعقلاء يعيدون فتحهما في البليدة تشهد الجزائر، خلال هذه الأيام، قيام مجهولين عبر ولايات الوطن من خلال شبكة العنكبوتية وعلى صفحات التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، بتحريض شباب وذوي الدخل الضعيف وخاصة البطالين منهم على القيام بأعمال عدائية، وتحثهم على تخريب المؤسسات العمومية وغلق الطرق الوطنية والثانوية وغلق المحلات التجارية كأدات للضغط على الحكومة بعد رفع الأسعار بنسبة قليلة على المواد الغذائية العامة والبنزين. المحرضون استغلوا الوضع الاقتصادي الذي تمر به الجزائر بعد انخفاض دخل الجزائر بالعملة الصعبة بعد الانهيار المفاجئ في أسعار النفط بالأسواق العالمية وانتهاجها سياسة التقشف وترشيد النفقات من طرف الدولة للمواجهة الأزمة الاقتصادية. ولاية البليدة التي يتميز سكانها بحبهم للوطن ووعيهم، حيث تم إحباط مخططين ليلة أول أمس الأول، بعد أن أقدم مجهولون على غلق الطريق الولائي الرابط بين وسط مدينة البليدة والطريق الوطني رقم 1 وبالضبط بالقرب من قاعة متعددة الرياضات محمد بعزيز، حيث تم وضع العجلات المطاطية وإضرام النار بها ليلا، ووضع الحجارة والأخشاب، مما أدى بأصحاب المركبات إلى تغيير الطريق، حيث تدخل بعض العقلاء من سكان المنطقة ودخلوا معهم في مناوشات كلامية قبل أن يتم إبلاغ مصالح الأمن التي تنقلت على جناح السرعة إلى المنطقة، حيث فر أغلب الشباب الذين لا يتعدى عددهم 13 شخصا، وبعد الحادث الأول بحوالي ساعة قام مجهولون بغلق طريق يوسفي عبد القادر بوضع الحجارة والأغصان، حيث تمت إعادة فتح طريق برفض السكان لفكرة الاحتجاج. وببلدية أولاد يعيش حاول البعض تحريض الشباب على غلق الطريق الوطني رقم 29 الرابط بين أولاد يعيش والصومعة وبالضبط بالقرب من حي بن يوسف بن خدة، لكن مخططهم فشل بعد رفض الشباب خاصة مع تواحد دوريات للأمن على مستوى ذات الطريق، كما تم غلق الطريق الوطني الرابط بين البليدة والعاصمة وبالضبط بمنطقة خزرونة، حيث فر أغلب المحتجين إلى وجهة مجهولة بعد تنقل عناصر الدرك الوطني بالبليدة، أما نسبة إضراب أصحاب المحلات التجارية فلم يتعد 1 من المائة وكان فاشلا بكل المقايس نظرا لوعي التجار بالولاية. من جهتنا كان لنا حديث إلى بعض التجار الذين أجمعوا على رفضهم للفكرة جملة وتفصيلا، حيث أكدوا أن زيادة نسبة 2 إلى 9 من المائة لا يؤثر على التجارة أو على القدرة الشرائية للمواطن، وأن الدولة لا تزال تدعم المواد الأساسية ذات الاستهلك الواسع. أحياء الكاليتوس وباش جراح وعين البنيان كانت مسرحا لها احتجاجات وفوضى بالعاصمة لتنفيد اعتداءات ضد المواطنين والمحلات شهدت، ليلة أول أمس، عدة أحياء وبلديات من الجزائر العاصمة، عدة احتجاجات مفتعلة وعمليات تخريب طالت الممتلكات العمومية والممتلكات الخاصة للمواطنين، كان الهدف منها خلق جو من الفوضى يسمح بتنفيذ عمليات سرقة وتخريب من قبل مسبوقين قضائيا، غير أن تدخل مصالح الأمن والمواطنين حال دون وقوع ذلك. وعرف الطريق الساحلي الرابط بين عين البنيان وباب الوادي، أول أمس، مواجهات بين قوات مكافحة الشغب ومحتجين مجهولين بعد قيام هؤلاء بغلق الطريق بالمتاريس وإشعال العجلات المطاطية، بغرض الاعتداء على سيارات المارة، حيث قامت مصالح الأمن بتطويق المحتجين وإزالة العجلات والمتاريس وفتح الطريق أمام المارة بعد أن تطورت المواجهات بين الطرفين، أين استعملت مصالح الأمن المياه الساخنة لتفريق المعتدين. وفي سياق ذي صلة، حاولت مجموعة من الشباب المراهقين ليلة أول أمس، غلق الطريق الرابط بين عين البنيان والشراڤة بالمكان المسمى القرية، أين قامت مصالح الدرك بتفريقهم وفتح الطريق، كما قام مجهولون بشارع لوني ارزقي في باب الواديبالجزائر العاصمة، بإضرام النيران وكسر زجاج السيارات التي كانت مركونة في الشارع قبل أن تتدخل مصالح الأمن وتطاردهم. كما شهد كل من حي باش جراح والكاليتوس شرقي الجزائر العاصمة، مناوشات بين بعض الشباب وأفراد الشرطة، أين تدخلت هذه الأخيرة بعد قيام محتجين مجهولين بغلق الشارع الرئيسي بباش جراح والذي يربط ساحة البريد بمقر البلدية، في حين حاولت مجموعة من المراهقين لا يتجاوز عددهم العشرة غلق الطريق الرئيسي ببلدية الكاليتوس، قبل أن يتم تفريقهم وطردهم من طرف أصحاب الحي وإخماد العجلات المطاطية التي قاموا بإشعالها. مجهولون يحاولون الضغط على تجار المدينة والأمن يحقق التجار يرفضون الدخول في إضراب بعد دعوات على «فايسبوك» في عنابة علمت «النهار» من مصادر موثوقة، أن المصالح الأمنية المختصة في ولاية عنابة، شرعت صبيحة أمس، في فتح تحقيق أمني معمق حول إقدام مجموعة من الشباب مجهولي الهوية على الضغط على أصحاب المحلات التجارية شمال المدينة، للدخول في إضراب مفتوح وغلق محلاتهم، مروجين لهم بأن محلات المدينة قد استجابت لدعوتهم التي بعثوا بها على شبكة التواصل الاجتماعي، إلا أن أصحاب المحلات التجارية رفضوا المثول لأوامر هؤلاء الشبان جملة وتفصيلا. وحسب مصادر «النهار» التي أوردت الخبر، فإن انطلاق المصالح الأمنية في تحقيقاتها جاءت إثر شكاوى بعض التجار من ممارسات غريبة لبعض الأشخاص الذين خرجوا صبيحة أمس، من أجل خلق الفوضى والبلبلة من خلال حث وإرغام التجار على غلق محلاتهم التجارية والدخول في إضراب احتجاجا على قانون المالية لسنة 2017، وكذا على الزيادات، مما استدعى التدخل العاجل والسريع للمصالح الأمنية التي اتخذت كافة الإجراءات الإدارية والقانونية لوقف هذه التجاوزات الخطيرة لبعض الأشخاص المجهولين. وقد عرفت محلات مدينة عنابة وضواحيها، عكس ما روج في مواقع التواصل الاجتماعي، حركية معهودة وعملا عاديا طيلة نهار أمس، كما أن الجولة التفقدية ل«النهار» عبر العديد من الأحياء الحضرية وشبه الحضرية بالولاية، أسقط قناع دعاة الإضراب بعد إصرار التجار أنفسهم على العمل وعدم قبول دعوات الخلاطين الذين لا يريدون الخير للبلاد والعباد على حد سواء، حسب تصريحات العشرات منهم في لقائهم مع «النهار»، مطالبين في السياق ذاته زملائهم التجار بالحيطة والحذر وعدم الانسياق وراء هذه الدعوات.