رغم محاولات التشويش التي سعى التنظيم الإرهابي، لما يعرف بتنظيم ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''، لخلقها خلال الحملة الانتخابية لمرشحي الرئاسيات المزمع إجراؤها بتاريخ التاسع من شهر أفريل الجاري، غير أنه فشل في استهداف أي مرشح أو جمهور من الجماهير العريضة التي استقبلت مرشحيها بمختلف ولايات الوطن. ويعزو متتبعون للشأن الأمني فشل دروكدال في تنفيذ عمليات استعراضية ضد المرشحين أو تنفيذ اعتداءات ضد الجمهور، الذي شارك في هذه التجمعات الانتخابية التي قدرت بنحو 8200 تجمع انتخابي، إلى الضعف والعجز الذريعين الذي تعرفهما القاعدة بعد تشديد الخناق عليها، من قبل مصالح الأمن، والقضاء على عدد كبير من عناصرها في عمليات نوعية لمصالح الأمن المشتركة، إلى جانب انسحاب عدد من العناصر الإرهابية النشطة ضمنه، واختيارها الانضمام لمسعى السلم والمصالحة الوطنية، بعد أن تحول نشاط التنظيم إلى نشاط ''خوارج'' وعصابات قطاع الطرق، حيث أثبتت التحريات والدراسات المتعلقة بنشاطات التنظيم، وطرق تمويله أن هذا الأخير يعتمد على عائدات المخدرات والعمليات الإجرامية التي تتم بالتنسيق مع العصابات الإجرامية، إلى جانب ريع الأموال المقدمة من قبل الدول الأوروبية وبعض رجال الأعمال الجزائريين، للإفراج عن رعاياهم المختطفين. وعمل التنظيم الإرهابي منذ اليوم الأول للحملة الانتخابية، على تنفيذ عدد من العمليات الاستعراضية ضد المدنيين العزل في مناطق معزولة، بشرق وجنوب البلاد، إلى جانب نصب حواجز مزيفة على مستوى معاقله بمنطقة القبائل، ومحاولة الامتداد إلى المناطق التي عرفت بحساسيتها خلال العشرية السوداء على غرار المدية، البليدة، عين الدفلى والشلف، وكانت العملية التي استهدفت شاحنة للجيش بمنطقة تبسة أولاها، حيث تم إثرها اغتيال 5 جنود وجرح 4 آخرين، كما خلف انفجار قنبلة تقليدية الصنع، بولاية جيجل، إصابة ثلاثة عسكريين وأحد أفراد الدفاع الذاتي بجروح خطيرة، وهي عمليات سعى التنظيم الإرهابي لتنفيذها، من قبيل الحصول على التزكية والشرعية لنشاطاته بدعوى الثورة ضد النظام، بعد أن جرمها علماء الأمة واعتبروها استباحة لدماء الجزائريين، وعلاوة على ذلك تمكنت مصالح الأمن من إحباط عدد من العمليات، التي كان دروكدال يسعى لتنفيذها، أهمها إحباط محاولة استهداف المرشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة، عشية زيارته لولاية باتنة، حيث بعد ملاحقة مجموعة إرهابية اشتبكت مع عناصر الجيش ليلة الاثنين إلى الثلاثاء، بمنطقة غجاتي ببلدية وادي الشعبة بباتنة، عثرت مصالح الجيش على حزام ناسف، يرجح أن العناصر الإرهابية كانت تسعى لاستغلاله في تنفيذ عملية انتحارية، لم يستبعد متتبعون للشأن الأمني أن تكون ضد المرشح المستقل للرئاسيات عبد العزيز بوتفليقة، على اعتبار أن العملية تمت عشية زيارة الرئيس والمرشح المستقل لولاية باتنة، كما تمكنت مصالح الأمن من توقيف 10 أشخاص وتفكيك شبكة لصناعة الأسلحة التقليدية، وكميات من الخراطيش في باتنة وأم البواقي، ويرى متتبعون للشأن الأمني، أن الضعف والنزيف الحاد الذي يشهده التنظيم الإرهابي حتم على دروكدال اللجوء إلى العمليات الانتحارية، بعد أن فقد عددا من عناصره الذين استجابوا لنداءات أطلقها قادة ومؤسسو التنظيم، تدعوا لتطليق العمل المسلح وعدم جدواه بأرض الجزائر، خاصة بعد خروجه عن الشرعية التي انطلق بها في بداياته، باعتبارهم من مؤسسيه، وعلى إثر ذلك سجلت السلطات الأمنية لجوء عدد كبير من المسلحين للتخلي عن النشاط ضمن عناصر دروكدال.