السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: لا أحد من الذين يطالعون هذه الصفحة يمكنه أن يتصور نوع الانشغال الذي سأطرحه، ربما سأسهل عليكم المهمة وأخبركم أنني رجل في خريف العمر بلغ به الكبر عتيا، قد يتبادر إلى أذهانكم أن طلبي سيكون لرجل هرم وخرف ولم يعد يفرق الخطأ من الصواب، كلّا لقد أخطأتم التقدير، فعقلي لا يزال يشع رجاحة وقلبي لا يزال ينبض شبابا، وخير دليل الحنين الجارف الذي يشدني شدا إلى سنوات الماضي، حنين من نوع خاص لا يتعلق بمعشوقة ولا خليلة، وإنما حب من نوع آخر وقضية كانت ولا تزال أعظم وأكبر ما سجله التاريخ في الزمن المعاصر، إنها الثورة الجزائرية، وأنا اليوم بصدد البحث عن صديق عمري ورفيقي في القضية، وعو مجاهد باسل انقطعت عني أخباره منذ سنوات، ورأيت من واجبي طرق كل الأبواب واتباع مختلف السبل، عسى أن يبرق الأمل وأوفق باللقاء مع أخ الكفاح، وهذا منتهى حلمي وأعظم أمنية أصبوا إلى تحقيقها في الوقت الحالي . أخي « حداد محمد» يا من كان اسمك الثوري «فيدال كاسترو»، هل تذكرني، أنا ذراعك الأيمن وصاحبك «ادريس مصطفى»، أنا من جمعتني بك قضية شغلت بالنا، سكنت العقل وتربعت في القلب، هل تذكرني يا رفيق الكفاح، يا من قطعنا العهد وقدّمنا الغالي والنفيس كي تحيا الجزائر حرة مستقلة، لقد بلغنا الهدف وحققنا الغاية، أتمنى أن أراك وألتقي بك، أتمنى أن أصافح يدك وأقبل جبينك تعظيما وتوقيرا، أتمنى لو يظل في العمر بقية حتى لا أفارقك أبدا كي أعيش معك الذكريات، لقد كنت الأقرب إلى قلبي، كنت لبيبا تفهم بالإشارة، لم يكن يتعبني التواصل معك، فمجرد نظرة أو إشارة أرسلها لك بسرعة البرق وفي لمح البصر تفك الشيفرة، كم اجتمعنا سويا للقيام بعمليات مسلحة ضد العدو، كم سعدنا وتغنينا بالنصر ورددنا «الله أكبر تحيا الجزائر»، كم ارتشفنا قهوة بارة وخبزا يابسا، لا يزال طعمة رغم مضي السنوات وكأنه عالق في لساني. رفيقي وصاحبي.. أخي في الكفاح، أتمنى أن تكون حيا ترزق لألتقي بك، وإذا جاءني الأجل وفارقت الحياة سأنام مرتاح البال قرير العين، كيف لا وقد التقيتك وسألتقي بعد الرحيل بالشهداء الأبرار، رحمة الله عليهم، من فارقونا إلى الفردوس الأعلى. رجاء اتصل بي عبر هذا المنبر أنتظرك.. تحيا الجزائر والمجد والخلود للشهداء.