علينا أن نغرس حب المطالعة في أبنائنا بشراء الكتب لهم وأخذهم إلى المكتبات والمعارض الوطنية والدولية، والقراءة أمامهم دعوة صريحة لهم منك للقراءة . وقد اهتم العلماء والمفكرون بالقراءة فهي دواؤهم من الأسقام وراحة نفوسهم ومصدر سعادتهم، وهذا ابن تيمية رحمه الله دخل عليه الطبيب فوجده منهمكا في القراءة، فقال له الطبيب: عليك بالراحة والسكون فرد عليه الشيخ بقوله : «وإنني أجد راحتي وعافيتي في القراءة»، وسئل أحد الحكماء لماذا تقرأ كثيرا؟ فقال «لأن حياة واحدة لا تكفيني»، والأمة التي تقرأ أمة ترتقي ولا تجوع، بل تصنع نهضتها ومجدها، فالقراءة هي مفتاح العلم، فهي تمكن الإنسان من الاطلاع على ثقافات الغير، وهي سبب لاكتساب المهارات والترويح عن النفس واستغلال وقت الفراغ بما ينفع الإنسان في دنياه وآخرته، وفيها إزالة لفوارق الزمان والمكان، فيعيش القارئ مع الناس جميعا أينما كانوا وأينما ذهبوا. في القراءة ينابيع صافية لخبرة كل مجرب يفيض بالهدى والرشاد والنصح والتوجيه والمعرفة، وفيها سياحة للعقل البشري بين رياض الحاضر وآثار الماضي وبقاياه وآمال المستقبل، والقراءة تنقلنا من عالم ضيق محدود الأفق إلى عالم آخر أوسع أفقا وأبعد غاية، ويستطيع القارئ أن يعيش في كل العصور وفي كل الممالك والأمصار والأقطار، وتقرأ وصف الرحلات في مختلف أنحاء الأرض، وبالقراءة تستطيع أن تُكَوِّن مع الكتاب والعلماء والمفكرين صداقة تحس بفضلها وتشعر بوجودها، فالقارئ أخذ من صديقه المؤلف أحسن وأجمل ما عنده، لأن المؤلف لا يكتب في كتابه إلا كل ما فيه فائدة أو خبرة أو نفع أو توجيه، ويختار من الكلام أحسن ما يجده، وهذه بعض النصائح من أجل التعود على القراءة. -الإنسان عدو ما يجهل، فالذي لا يعي فوائد القراءة تجده يستثقلها ويملها، فاعلم أن بدايات كل شيء تكون بطيئة وما تلبث أن تتقن ما تريد. -أتبع القراءة بالعمل، فإنك إن عملت بما قرأت فذلك داع لأن تواصل البحث والقراءة مستقبلا، والبداية تكون باختيار الكتب السهلة قبل الصعبة، الصغيرة قبل المراجع الكبيرة، مع اختيار المكان المناسب بأن يكون القارئ في مكان هادئ جيد التهوية بعيدا عن الضجيج والأصوات المزعجة، مع اتخاذ الوضع الصحيح للقراءة. اختيار الأوقات المناسبة، حيث لا تكون وقت الراحة أو عند سماع الأخبار أو مشاهدة التلفزيون، فإن انشغال السمع أو النظر يفقد التركيز. هذا أكبر تحد في حياتك، فاقرأ لأن القراءة هي قرار الرؤية والجمال. شدري معمر علي/ البويرة