تمكن يوم أول أمس ، حرس الحدود في حدود الساعة الثانية زوالا و45 دقيقة، من انتشال جثة شاب أسود البشرة في العشرينيات من العمر، على مستوى شاطئ تارقة بعين تموشنت، وذلك على بعد ميل. العملية تمت بالتنسيق مع عناصر الحماية المدنية الذين قاموا بنقل الجثة إلى مستشفى بني صاف. وحسب مصدر عليم من المركز الجهوي للبحث والإنقاذ بوهران، فإن عملية انتشال الجثة، جاءت بعد أن قام حرس الحدود بعملية البحث تحت الماء، وهم على متن زورق نصف صلب، في إطار استكمال التدخل الذي قاموا به بحر الأسبوع المنقضي، حيث لمحوا جثث ثلاثة شبان سود البشرة تطفو على السطح، وبما أن أجواء الملاحة كانت مضطربة، فقد تعذر على خفر السواحل انتشال كل الجثث، حيث وفقوا على انتشال جثة واحدة لشاب يتراوح سنه مابين 18 و20 سنة بعدما زاد اضطراب البحر، مما تسبب في ضياع إحدى الجثث، فيما علقت المتبقية بين الصخور، الأمر الذي يرجح فرضية أنها الجثة التي تم انتشالها يوم أول أمس فيما لا يزال الآخر في عداد المفقودين، يأتي ذلك في الوقت الذي تم فيه خلال الأسبوع الماضي العثور على كمية معتبرة من السموم البيضاء بشاطئ السبيعات بعين تموشنت، قدرتها ذات المصالح ب 26 قنطار على متن قارب نصف صلب طوله 15 متر، في حين تم يوم أول أمس العثور أيضا على 30 كلغ من الكيف المعالج بشاطئ السبيعات في حدود الساعة الثالثة بعد الظهر، بالإضافة إلى 5 قناطير أخرى و12 خزانا بلاستيكيا ذات 30 لترا من الوقود، لتبلغ بذلك الكمية المحجوزة ما يقارب 34 قنطار، علما أن مصالح الدرك الوطني كانت قد قدرت القيمة المالية للمحجوزات الأخيرة بما يفوق 35 مليار، ما يعادل 3 ملايين دولار. وأمام كل هذه المعطيات أكدت مصادرنا؛ أن المركز الجهوي للبحث والإنقاذ كثف من دوريات المراقبة عبر المياه الإقليمية، تحسبا لعملية أخرى للشبكة التي أحبط مخططها الأخير لتهريب كمية هائلة من السموم، نحو الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط. في هذا الإطار رجحت مصادرنا أن تجار السموم المغاربة، لجؤوا في الآونة الأخيرة إلى المهاجرين السريين القادمين من مختلف الدول الإفريقية المجاورة، باعتبارهم يد عاملة غير مكلفة ومطيعة، مشيرة في الوقت ذاته أن الكمية المحجوزة من المخدرات كانت موجهة على الأغلب إلى فرنسا، سيما وأنه قد تم العثور بالقارب الذي اكتشفت به 26 قنطار من المخدرات على هاتف مزود بشريحة الثريا، مما يؤكد أن الأفارقة الثلاث كانوا يجرون اتصالات خارجية تستلزم تغطية قوية فيما يخص الهاتف النقال لضمان مكالمات واضحة، وهو الأمر الذي يؤكد أن هذه الشبكة دولية تدعمها لوبي أروبي.