تورّط ملتحي وصديقه في اختطاف رعية نيجري وحجزه كرهينة في كوخ وسط الأحراش بمنطقة الرايس في سيدي موسى، مطالبا أحدهما زوجته بفدية 45 ألف أورو، ثأرا من مجموعة من الأفارقة نصبوا عليه وسلبوه مبلغا قارب المليار في صفقة سحر وشعوذة، بعدما أوهموه بتمكينه من تحويله إلى "ملياردير" بفعل سائل سحري يحوّل قصاصات ورقية إلى أوراق نقدية بالعملة الصعبة، قبل أن تبلّغ زوجة الرهينة المختطف مصالح الأمن لأجل تحرير زوجها في عملية مداهمة أسفرت عن حجز 300 أورو مع توقيف المتهمين. وتثبت أوراق الملف الذي تحوز "النهار اونلاين" على نسخة منه، وقوع شابين ملتحيين في ورطة أمام السلطات الجزائرية، ويتعلق الأمر بالمتهم الأول"س.نور الدين" وصديقه "ن.عبد الله"، بعدما أقدم الأول على اختطاف رعية إفريقي من أصول نيجرية بمنطقة الرايس بسيدي موسى، وحجزه كرهينة داخل كوخ منعزل، بعدما اصطحبه على متن سيارته من نوع "تويويتا" من محل إقامته بباب الزوار شرق العاصمة، كون المتهم وقع ضحية نصب من قبل مجموعة من الأفارقة الذين نصبوا عليه وسلبوه مبلغ 925 مليون سنتيم في عملية سحر وشعوذة، كان للرعية الإفريقي وزوجته نصيبا فيها، كونه هو من ربط له الاتصال بأحدهم، على أساس أنه مستثمر قدم من إفريقيا إلى الجزائر قصد استثمار أمواله، حيث تعرف على الرجل الذي نصب عليه رفقة شركائه الأفارقة وسلبوه قرابة المليار، ولأن الضحية الجزائري لم يستطع استرجاع أمواله، فكر في الانتقام، وتورط في جريمة اختطاف الإفريقي، عوض تبليغ مصالح الأمن لتوقيفه لأجل استرداد أمواله محل النصب، حيث قبل الحادثة بقي المتهم حسب اعترافاته الواردة في محضر سماعه يحاول استرجاع مبلغه المسلوب من الرعية النيجيرية، وبقي طيلة ثلاثة أيام وهو في اتصال هاتفي معه، قبل أن يعرفه على فتاة إفريقية، التي أخطرته بأنها سوف ترسل له تقنيا متخصصا في مسح القصاصات الورقية وهو ما لم يتجسد على أرض الواقع، ليضرب موعدا للرعية النيجيرية بباب الزوار، وخلال حديثه، منحه مبلغ 10 ملايين سنتيم، من أجل شراء السائل "السحري" الذي يستعمله لمسح القصاصات الورقية لتصبح أرواقا نقدية، وفي اليوم الثالث وحتى يكسب الرعية الإفريقية ثقة ضحيته، قام بعملية المسح أمامه واستخرج مبلغ 300 أرورو، مضيفا المتهم أنه راودته شكوك في تصرفات الإفريقي، الأمر الذي جعله يقرر اختطافه وحجزه مع طلب فدية بمبلغ مالي محل النصب، حيث تنقل معه على متن سيارته من نوع "تويوتا" من حيه بباب الزوار محل إقامته إلى غاية حي الرايس بسيدي موسى، أين قام بحجزه داخل كوخ وسط الأحراش، رغبة منه في استرجاع ماله المسلوب منه، ما جعل الرهينة الإفريقية يخبره بأن زوجته الإفريقية تعهدت له بتوفير المبلغ له، واتفقا معا على موعد، ما جعل المتهم "الملتحي" يستنجد بصديقه المدعو"س،عبد الله" لطلب المساعدة، مسلما إياه هاتف نقال الرعية المختطف للتحدث إلى زوجته وكذا سيارته للتنقل إليها وملاقاتها قصد تسلم ماله المسلوب، مخطرا إياه بأن يخبر فور تسلمه المبلغ منها لأجل إخلاء سبيله رهينته، حيث وفور انصراف صديقه، تفاجأ بعناصر الأمن وهي تقوم بمداهمة الكوخ لتحرير الرعية الإفريقي، فيما قامت بتوقيفه واصطحابه إلى مركز الأمن للتحري معه حول حادثة الإختطاف، كما تمكنت عناصر أخرى من توقيف صديقه لحظة وصوله المكان المحدد من قبل زوجة الضحية الإفريقي. المتهمان أحيلا على المحاكمة بموجب إجراءات الاستدعاء المباشر بمحكمة الدار البيضاء، صبيحة اليوم الأحد، بتهمة تكوين جماعة أشرار، الاختطاف، الحجز باستعمال مركبة، وطلب مبلغ مالي والمشاركة، وهي التهم التي اعترف بها المتهم الرئيسي "س.نورالدين"، مؤكدا أنه أخطأ لعدم تبليغه السلطات عن جريمة النصب التي وقع فيها، وفكر في الانتقام بنفسه من المتهم، فيما قال شريكه "ن،عبد الله" أنه بيوم الوقائع لم يكن يعلم بأن صديقه وقع ضحية نصب من قبل الرهينة، بعدما كلفه باستلام المبلغ من عند زوجته خلال الكمين الذي نصبته له لأجل توقيف خاطفي زوجها. من جهته وكيل الجمهورية، التمس توقيع عقوبة 5 سنوات حبسا نافذا وغرامة ب500 ألف دج، فيما ارتأت المحكمة النطق بالحكم بعد المداولة في القضية.