السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أنا أمين من بوفارييك في الثالثة والعشرين من العمر، تخرجت من الجامعة العام الماضي، ومازلت لم أحظى بالوظيفة، ذلك ما جعلني أقضي معظم أوقاتي بين البيت والمسجد ومجالسة جماعة صالحة من الشباب هم أترابي، منهم من درس معي ومنهم أبناء أحياء قريبة. أغلبنا يعاني من نفس المشكل "البطالة" حتى الذين يعملون هنا، فإما بواسطة عقود مؤقتة لدى الخواص، أو في إطار شبكات تشغيل الشباب، فلا أجد من جماعتنا مستقر الأوضاع إننا نسعى لفعل الخير، فلا نتهاون في أداء الطاعات، والقيام بالصلاة في أوقاتها في المسجد، علاقتنا وطيدة، وكل منا يحب لأخيه الخير، مما جعلنا خيرة أبناء المنطقة، وكل يرغب أن نصاحب أبناءهم من أجل وضعهم في طريق الفلاح والابتعاد عن المفاسد والفواحش. وكل ما من شأنه المعصية وعدم الطاعة، كنت على أحسن ما يرام، وفجأة تسلل الشيطان إلى قلبي ونفسي الضعيفة، مما جعل إيماني يتضاءل فأصبحت مقصرا في أداء واجباتي الدينية كالصلاة في المسجد، ومجالسة الأصدقاء وحفظ القرآن، مما جعلهم يرتابون في أمري ليس ذلك فحسب، بل أصبحت في نظرهم المرتد الذي لا يجب مصاحبته البتة، لقد أعلنوا القطيعة، ولا أحد منهم أصبح يحدثني. أعترف أني ابتعد تكثيرا عن الله، لكني يا سيدتي الكريمة ليس لدرجة الردة، كيف أسترجع ثقة الجماعة بي؟ ساعديني أرجوك. الرد: ليس مهما أن تسترجع ثقة العباد، بل الأجدر أن تفعل ذلك لأجل الله تعالى، كان من المفروض أن تزداد درجة إيمانك، ولا تتضاءل والإيمان يا أخي الكريم ليس ظاهريا لكنه باطنيا، وحده الله من يقيس ويقدر درجته، ليس الذهاب إلى المسجد وما شابه ذلك من عبادات ظاهرية. إنك يا أمين تعترف بتقصيرك في واجباتك الدينية، هذا ما يستدعيك لإعادة النظر وتجديد العهد مع الله وطرد الشيطان عليك، على العموم يمكنك استشارة أحد الأئمة والعارفين أكثر مني بأمور الدين من أجل النصح والإرشاد. ردت نور