وسط حضور جماهيري حاشد لمئات المواطنين الفضوليين الذين تجمهروا صبيحة الخميس الفارط، أمام محكمة الحجار بضاحية عنابة، ترقبا لإحالة رجل الأعمال ونائب رئيس المجلس الشعبي الولائي، حسان فلاح، أمام قاضي التحقيق، عقب انتشار خبر توقيفه يوم الثلاثاء الماضي، من طرف مصالح مديرية الاستعلامات والأمن، تم في حدود الساعة الحادية عشر من صباح أول أمس، تحويل المتهم، حسان فلاح، وسائقه الشخصي، إضافة إلى أربعة متهمين آخرين، من مركز الحجز بمقر أمن سيدي عمار، إلى محكمة الحجار، إقليم الاختصاص، حيث أحيلوا على قاضي التحقيق بنفس المحكمة. وأكدت مصادر قضائية ل''النهار'' أن مجريات التحقيق مع المتهمين الستة استمرت إلى غاية الساعة السابعة صباحا من يوم أمس الجمعة، لمدة زادت عن عشرين ساعة، تم خلالها استجوابهم حول جملة من التهم الموجهة خاصة إلى المتهم الرئيسي رجل الأعمال، حسان فلاح، تتعلق أساسا بالتزوير في محررات مصرفية، التلاعب في صفقات تجارة الحديد والتهرب الجبائي، الذي فاق المائة مليار سنتيم، لدى مصالح الضرائب ناتجة عن نشاط رجل الأعمال بولايات عنابة والطارف. بالنظر لتشعب الملف، قرر قاضي التحقيق توقيف مجريات التحقيق مؤقتا في انتظار استكماله وأمر بإيداع المتهم الرئيسي، حسان فلاح، وثلاثة متهمين آخرين الحبس المؤقت، ويتعلق الأمر بالمدعو نسيب العياشي، بكار عبدالحفيظ، وبارة جمال، وكلهم إطارات بمجمع أرسلور ميتال، فيما تم وضع، المدعو معيزة صبري، السائق الشخصي لحسان فلاح، الملقب ''بالضابط''، تحت الرقابة القضائية. كما عرفت أطوار التحقيق غياب ثلاثة إطارات من مجمع ''أرسلور ميتال'' وجهت لهم نفس التهم تمكنوا حسب مصادر قضائية من الفرار، وصدرت في حقهم أوامر بالقبض، وهم المدعو أحمد لخضاري، مدير الأمن الداخلي لمجمع أرسلور ميتال، كمال لنشي وزايد كمال. وأوضحت ذات المصادر القضائية ل''النهار'' أن التحقيقات التي فتحت حول هذا الملف لا تزال مستمرة بناء على التحريات التي قامت بها مصالح مديرية الاستعلامات والأمن، على أساس تعليمات صدرت من أعلى هيئة رسمية في البلاد، بعد التقرير الذي أعده السفير الهندي في الجزائر وتسلمته رئاسة الجمهورية، بحيث من المتوقع أن يتم خلال الساعات القادمة استدعاء أطراف أخرى ذكرها تقرير مصالح مديرية الاستعلامات والأمن، الذي أشار، حسب مصادر أمنية محلية، إلى تورط حوالي 25 شخصا، في قضية التلاعبات التجارية في صفقات الحديد مع مجمع أرسلور ميتال، بينهم مسؤولون في نقابة المجمع، أحدهم المدعو حوا مري عبدالحميد، تغيب عن استدعاء مصالح أمن سيدي عمار، وهو معروف بكونه أحد المقربين من رئيس نقابة أرسلور ميتال، البرلماني عيسى منادي، الذي تكون مصالح الأمن بعنابة، قد طلبت رسميا عن طريق قنوات إدارية، من هيئة المجلس لشعبي الوطني، تمكينها من استدعائه لاستجوابه حول في نفس القضية. كما علمت ''النهار'' من ذات المصادر أن منتخبين من المجلس الشعبي الولائي لولاية الطارف هم أيضا معنيون بالتحقيق الجاري، من بينهم رئيس المجلس الشعبي، أبوبكر معيزي ونائب البرلمان عن ولاية الطارف المدعو قاسة.