أحد من مواطني وسكان بلدية المسيلة، أن ساحة الشهداء وما جاورها من الأحياء الشعبية القديمة، كالجعافرة والعرقوب ولكوش عبد الله، تعتبر أعرق وأعتق أحياء مدينة المسيلة، حيث تتميز منازلها بتصاميمها وهندستها القديمة الطراز، والتي يعود تاريخها إلى عشرينيات القرن الماضي، أين كان على السلطات المحلية المعنية، أن تقوم وبالطرق التحسيسية والقانونية، بحماية واجهات البنايات هناك، بما يضمن الحفاظ على أحد أهم مقومات هوية عاصمة الولاية مدينة المسيلة، لكن المعاش على أرض الواقع، هو العكس من ذلك تماما، إذ يقوم أصحاب المنازل هناك، من حين لآخر بترميمات عشوائية، كإزالة جدار أو إضافة غرفة وإنقاص أخرى، وغيرها من الأشغال، بل هناك بعض المواطنين، من قام بإزالة البناية الأثرية كلها من الوجود وبناء أخرى بالإسمنت والحديد مكانها، وهذا دون الرجوع أو استشارة المصالح المختصة بالآثار والمعالم التاريخية، قصد دلهم وإرشادهم على الطرق المثلى لتحقيق مبتغاهم، مع الحفاظ على الوجه التاريخي للمنزل بصفة خاصة وللحي عموما، وفي سياق متصل تشهد ساحة الشهداء منذ سنوات، حالة من الفوضى العارمة، والازدحام المروري الحاد، نتيجة انتشار التجارة الموازية هناك، ما أدى إلى الطمس الكلي لوجه الساحة العريقة، وكثيرا ما ناشد السكان السلطات المحلية، بغية إبعاد هذا السوق الفوضوي وتحويله إلى مكان آخر، كساحة سينما الأفراح، حيث المساحة شاسعة بما يتلاءم مع هذا النشاط الفاقد لأي إطار قانوني، وهو الإجراء الذي سيعيد حتما ساحة الشهداء إلى سابق عهدها، حين كانت مقصد المسيليين من كل البلديات، لشرب أنواع القهوة والشاي، في مقاهي شعبية محترمة.