أنا سيدة متزوجة لم يسعفن الحظ في إكمال دراستي، حيث وقفت الظروف ضدي، ومنعتني من تحقيق حلم حياتي، وحينما تزوجت وأنجبت أطفالا، أردت أن أستثمر في دراستهم، فلما بلغت ابنتي الدراسة الثانوية، كنت أحثها على التفوق وأعاقبها، حينما تحصل على علامات أدنى من تلك التي تحصل عليها زميلاتها، مما ولد لديها عقدة الخوف، وكثيرا ماعانت من أوجاع عشية الإمتحانات. عملت ما بوسعي لكي أوفر لإبنتي كل ما من شأنه أن يتيح لها المجال للذهاب بعيدا في دراستها، كنت أحرص منذ سنواتها الأولى في مقاعد الدراسة، على مرافقتها في دروسها، وغرس حب الدراسة فيها. بقي الحال على هذا المنوال، إلى غاية انتقالها إلى المرحلة الثانوية، حيث إنخفض مستواها بشكل رهيب وبشكل غير مفهوم. وخلال هذه السنة؛ حاولت أن أضغط عليها لأشعرها بالمسؤولية، فوعدتني بأنها ستفعل المستحيل كي تحقق حلمي بأن أراها في الجامعة، لكن مع مرور الوقت تلاشى كل شيء. إبنتي يا سيدتي تشغل معظم وقتها في تعلم فنون الرقص والإستماع إلى أغانيها المفضلة، عوض إنشغالها بالتحضير للبكالوريا. حينما أكلمها في الموضوع تسخر مني، وتعتبر أنها محظوظة، كونها أصغر سنا من زميلاتها، كل ما أخشاه سيدتي أن يتبخر حلمي، وتتجرع إبنتي نفس ما تجرعت قبل 20 سنة خلت. الرد تريدين أن تحققي من خلال إبنتك، ما عجزت عن تحقيقه في مقاعد الدراسة، وخانك الحظ في نيل الشهادة التي كانت ستفتح أمامك آفاقا أخرى، لكن الطريقة التي اعتمدتها مع إبنتك كانت خاطئة من البداية. كان عليك أن تغرسي في إبنتك حب العلم والإطلاع، بطريقة مغايرة تماما، ولا تجعليها في صراع نفسي، بأن تأمريها أن تكون أحسن من زميلاتها. تأكدي سيدتي أن تلك الأوجاع التي طالما عانت منها إبنتك، مردها الضغط النفسي الرهيب، الذي وضعتها فيه دون أن تدري. أما عن عدم اهتمام إبنتك بدراستها، وهي مقبلة على إمتحان مصيري، فذلك ناجم عن التراكمات النفسية السابق ذكرها. إن حضرت للإمتحان جيدا، وانشغلت بدروسها، فذلك سيضاعف من نسبة نجاحها، وإن لم تكن كذلك فلن تتمكن من النجاح. لابد أن ترفعي كل الضغوط عنها، وتجعلي البكالوريا حلمها الذي تسعى لتحقيقه، وإن كانت حظوظها ضئيلة، خلال هذه السنة، فستكون وفيرة بحول الله خلال السنة القادمة. ردت نور