نظرت محكمة بريان بولاية غرداية أمس، وسط إجراءات أمنية مشددة في واحدة من أكبر القضايا المتعلقة بالفتنة الطائفية التي تعرفها المنطقة منذ أزيد من عام، من خلال مثول 41 موقوفا أمام هيئة المحكمة بعد أن انتهجت السلطات الحل الأمني كوسيلة منذ مطلع الشهر الجاري. بريان، الواقعة على بعد نحو 40 كم من عاصمة الولاية غرداية، عاش سكانها حالة من الترقب والانتظار طيلة يوم السبت، موعد محاكمة الموقوفين الذين تم نقلهم من مقر المؤسسة العقابية وسط حراسة مشددة وطوق أمني ضرب على مقر المحكمة تحسبا لأي طارىء من شأنه أن يضر السير العادي لهذه الجلسة. نساء ورجال، شيوخا وشبابا، كانت قبلتهم أمس الأول، مقر محكمة بريان، وكلهم أمل في الإفراج عن أبنائهم بدعوى التساهل والتسامح الذي تعود عليه المواطنون بهذه المنطقة، مما ساهم في تردي أوضاعها من سيء إلى أسوأ .كانت الساعة التاسعة صباحا، عندما انطلقت المحاكمة التي استمرت أزيد من 10ساعات عاشها المواطنون و أولياء الموقوفين بشكل خاص على أعصابهم. العدالة وجهت للموقوفين ال41 تهم التجمهر المسلح والاعتداء على قوات الأمن وقطع الطريق الوطني رقم 1 الذي يتوسط البلدة واستخدام السلاح الأبيض، وثلاثة موقوفين في قسم الأحداث عثر بحوزتهم على مخدرات وبعض المنشطات التي يستهلكها هؤلاء ثم يعتدون على عناصر الأمن. هيئة المحكة استمعت لأقوال المتهمين وأقوال شهود ثم لمرافعة لهيئة الدفاع المكونة من أكثر من 11 محاميا كلهم التمسوا البراءة لموكليهم باعتبار أنهم لم يقوموا بالأفعال المنسوبة إليهم ولم يتم توقيفهم في حالة تلبس. وكيل الجمهورية التمس تسليط عقوبة خمس سنوات سجنا نافذا في حق المتهمين المدانيين في أحداث الشغب التي عصفت بمدينة بريان منذ ما يقارب العام ونصف. وبعد المداولات التي استغرقت 3 ساعات كاملة، نطقت رئيسة الجلسة بالأحكام، والتي تمثلت في إدانة 11 موقوفا بعقوبة الحبس النافذ لمدة 3 سنوات وإدانة 8 موقوفين بعقوبة الحبس النافذ لمدة سنتين و6 موقويفن أدينوا بعقوبة الحبس النافذ لمدة عام واح،د فيما برأت ساحة المحكمة 13 موقوفا. وقد وصفت الأحكام بأنها ردعية ومن شأنها أن تساهم بشكل كبير في تهدئة الأوضاع بمدينة عصفت بها رياح الطائفية وفقد سكانها الأمن والأمان بسبب تصرفات صبيانية أحيانا ومذهبية أحيانا أخرى. ويرى العديد من سكان بريان أن الأحكام والطريقة الجديدة المنتهجة من طرف قوات الأمن بالمنطقة تكون أفضل بديل لخارطة طريق ولدت ميتة منذ يومها الأول، وفشل مساعي الصلح والتقارب ليس لحدة الخلاف بين أبناء الوطن الواحد وإنما لتداخل عوامل أخرى لها منافع في تغذية الصراع وعدم الاستقرار بهذه المنطقة. أطراف لا تؤمن أصلا بأي مذهب -على حد تعبير عدد من عقلاء المنطقة- ناهيك عن عدم سيطرة المجلس المالكي على أتباعه وتمرد الشباب عن كبار القوم والحال نفسه ينطبق على هيئة الجماعة لدى بني ميزاب التي فقدت السيطرة على الشباب وبينهما يدفع المواطن البسيط فاتورة باهضة. بعد أسابيع من الفرار والتخفي ''النيڤرو'' يسلم نفسه لمصالح الأمن في بريان عشية انطلاق محاكمة الموقوفين في أحداث بريان الأخيرة، قام المسمى ''سليمان حمزة بن جمال'' المدعو ''النيڤرو'' بتسليم نفسه لقوات الأمن. بعدما طال البحث عنه لتورطه في أحداث بريان خاصة الاعتداء الأخير على قوات الأمن عندما كانت تؤدي مهامها في حراسة امتحان شهادة الباكاوريا، أين لاذ بالفرار وبقي محل بحث طيلة هذه الفترة بعدما كان سببا في اندلاع شرارة جديدة من العنف بالمنطقة. ''نيڤرو'' بريان أحيل على الجهات القضائية وتم إيداعه الحبس المؤقت إلى حين موعد محاكمته قريبا. وتوقيف 13 شخصا آخر مازالت مصالح الأمن والدرك الوطنيين ببلدية بريان تشنان حملة توقيف واسعة النطاق على خلفية بعض الأحداث المتفرقة التي تسجل هنا وهناك بالمنطقة لوضع حد للفوضى وأعمال الشغب والفلتان الأمني الذي عاشته المدينة مدة سنة كاملة. حيث مثل أمس، 13 موقوفا أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة بريان الذي أمر بإيداع 5 منهم الحبس المؤقت والاستدعاء المباشر للثمانية الآخرين المتهمين بالتجمهر والتجمهر المسلح. أ. بوبكر