لم يستبعد أمس رئيس مجلس أخلاقيات الطب الدكتور بقاط بركاني محمد، في اتصال هاتفي أجرته معه ''النهار''، أن تتدخل المنظمة العالمية للصحة لتوجيه تعليمات تقضي بإعادة النظر في قرار الدول العربية والمسلمة، القاضي بعدم إلغاء موسم الحج، بسبب انتشار فيروس ''أش 1أن1''، بما أن موسم الحج سيتزامن والموجة الثانية لداء أنفلونزا الخنازير التي ستضرب دول العالم بمجرد حلول فصل الخريف، الذي يعتبر بمثابة أرضية خصبة ليشتد الفيروس ''أش 1أن1'' ، وذلك منعا لتفاقم العدوى بين الحجاج بالبقاع المقدسة التي يحج إليها سنويا الملايين من الحجاج، بما أن انتقاله من إنسان إلى آخر سريع جدا، وهو ما يعزز احتمالات تحولها إلى بؤرة خطيرة لداء أنفلونزا الخنازير. وقد ربط الدكتور بقاط إمكانية إلغاء موسم الحج بمدى مستويات الإنذار والخطر على مستوى البلدان العربية والمسلمة، وعلى رأسها أندونيسيا التي تعتبر أكبر بلد مسلم، لكن هذه الحقائق لا تمنع من تأييد قرار عدم إلغاء موسم الحج، في حال ظلت الوضعية الوبائية للداء مستقرة، ولم تطرأ أي مستجدات، مشيرا أنه ثمة مخبريين كبيرين يعكفان على اختبار لقاح قد تمكن فعاليته من القضاء بشكل نهائي على فيروس ''أش 1أن1''، علما أن الجزائر ممثلة في وزارة الصحة قد أعلنت عن عزمها لاقتناء اللقاح، بعد ثبوت نجاعة هذا اللقاح، مذكرا في ذات الإطار أن موسم الحج في سنوات السبعينيات، قد تصادف وانتشار وباء الكوليرا، لكن ذلك لم يدفع الدول العربية والمسلمة آنذاك إلى إلغاء موسم الحج، بل تم تعزيز الجانب الوقائي رغم أن الوباء سريع العدوى بين البشر، وبالتالي فإن السلطات المعنية على مستوى المملكة العربية السعودية، يتعين عليها أن تعزز بشكل فعال وكبير الجانب الوقائي.