يحتل شارع الصائمين بوسط عين البيضاء كبري مدن ولاية أم البواقي مكانة هامة في نفوس السكان المحليين الذين يتميزون بتمدنهم وعشقهم لمعالم مدينتهم و بخاصة ارتباطهم بهذا الشارع بالذات الذي يمثل القلب النابض للحيوية و النشاط وتحول هذا الشارع إلى معلم حقيقي جراء الحيوية التجارية التي يشهدها على غرار باقي الأحياء الأخرى للمدينة طوال أيام السنة ولاسيما خلال رمضان فقلما تجد شخصا من زوار المدينة أو أبنائها لا يعرف أهمية هذا الشارع في رمضان الذي يغزوه التجار من كل حدب وصوب خاصة منهم باعة "الدبشة" و "البقدونس" اليانع الخضرة مستقطبا بذلك زوارا من المدينة والبلديات المجاورة لها بل و حتى من خنشلة وسوق أهراس و بئر بوحوش وسدراتة ومداوروش بغرض اقتناء الحلويات الشرقية كالزلابية التي تشتهر بها عين البيضاء وفي شهر رمضان بالذات يغلق الشارع تماما في وجه حركة مرور السيارات ويمتلئ بالراجلين من الرجال و النساء والباعة مما يجعله بمثابة معرض اقتصادي مفتوح وأسعاره مخفضة إلى حد ما. ولعل ما أكسب هذا الشارع الذي يمتد من جنوبالمدينة القديمة إلى شمالها شهرته هو اتساعه وكثرة دكاكين الخضروات والفواكه المنتصبة بانتظام فائق بجوار باعة الأسماك على جنباته المبلطة بالحجارة والأشجار ومقاهيه و مطاعمه الشهيرة بمأكولات "بوزلوف" أو شواء لحم الأرانب والحيوية والمرتبطة في نشاطاتها بأنشطة حرفية أو فكرية مثل قهوة الأدباء ونادي المجاهدين . فعلي جنباته تتراكم السلع وكل الغلال والخضار والناس من كل المستويات والشرائح الاجتماعية التي تتردد عليه قصد الاستمتاع أو لاسترجاع ذكريات الطفولة و ما فات من العمر كل ذلك أضفى على شارع الصائمين بعين البيضاء ميزة خاصة وسط سكان المدينة وزواره ليصبح روح المدينة وقلبها النابض بالحركة والنشاط التجاري على غرار شوارع أخرى ضيقة متصلة به شرقا وغربا تختص في بيع الأقمشة وملابس النساء.