ستكون أنظار عشاق ومحبي الكرة المستديرة عشية اليوم ابتداء من الساعة السابعة مساء مشدودة نحو وجهة واحدة ووحيدة، هي ملعب الشهيد مصطفى تشاكر بالبليدة بمناسبة احتضانه لمواجهة المنتخب الوطني بنظيره الرواندي لحساب التصفيات المزدوجة لكأسي إفريقيا والعالم، في موعد يرتقب منه حجز النخبة الوطنية لتأشيرة التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا وهو الهدف الأساسي والحلم المنشود لكافة الجزائريين اللذين تجندوا بشكل جنوني لهذا الموعد وأثبتوا للعالم بأسره أن الأمر عندما يتعلق بالألوان الوطنية لا فرق بين الغني والفقير والصغير والكبير، فالجميع وراء زملاء المتألق عنتر يحي خلال مواجهة اليوم سواء بملعب تشاكر أو في مختلف المدن الجزائرية بوسط البلاد وجنوبها، شرقها وغربها. إقبال واسع على كل ما يتعلق بالألوان الوطنية الجزائر برمتها ومنذ بداية الأسبوع الماضي تزينت بالأبيض، الأحمر والأخضر حيث أن الإقبال على المنتجات المطروحة في السوق بلغ درجة خيالية رغم غلاء الأسعار فلحد كتابة هذه الأسطر جميع الكميات استنفذت والطلب مازال لم يلب رغبات الجمهور الجزائري من قمصان للمنتخب، رايات وطنية وكذلك القبعات إضافة إلى بدلة المنتخب الوطني حيث زينت الشوارع الجزائرية بالألوان الوطنية سواء تعلق الأمر بالصغار أو الكبار وتعدى ذلك بشكل جنوني حتى الجنس اللطيف حيث أرادت نساء وفتيات الجزائر المشاركة في الاحتفال بهذا الحدث رفقة الجنس الخشن. التسابق على صنع أكبر راية وطنية بين أحياء الجزائر العميقة بلغ تعلق الجزائريين بوطنهم إلى حد الجنون، بابتداع أشياء جديدة للفت الأنظار من خلال التسابق مثلا على صبغ الشعر بالألوان الوطنية وكذلك صنع رايات وطنية عملاقة، ولعل أبرز مثال على ذلك ما قام به شباب حي 1060 مسكن بإمامة الذين ورغم إمكاناتهم المحدودة تمكنوا من صنع راية بحجم 120 م2 أعطت للحي ديكورا جميلا وهو مثال على غرار بقية شوارع وأحياء مدينة تلمسان العتيقة، ناهيك عن العديد من ولايات الغرب الجزائري كوهران والراية الوطنية الكبيرة التي وضعت عند مبنى دار الثقافة بوسط المدينة وسيدي بلعباس، سعيدة، تيارت، غليزان والأمثلة كثيرة على جنون الجزائريين وولعهم بالكرة المستديرة حيث تزينت المقاهي، المنازل، وحتى طاولات بيع السجائر بالألوان الوطنية، إضافة إلى الأغاني الجميلة التي تمجد نتائج النخبة الوطنية وتحمسها للمزيد والتي تسمعها في كل مكان وفي كل وقت. منزل غزال بالحناية قبلة أنصار المنتخب الوطني ليس بالشيء الجديد على القراء الكرام أن نؤكد بأن المهاجم الكبير في صفوف المنتخب الوطني ولاعب سيينا الإيطالي عبد القادر غزال ينحدر من دائرة الحناية التابعة لولاية تلمسان، لكن الجديد في هذا هو أن المنزل الذي ترعرع فيه غزال بالحناية أصبح قبلة للاحتفالات بالنسبة لأنصار المنتخب الوطني سواء القاطنين بالحناية أو البلديات المجاورة، فرغم عدم تواجد عائلة غزال بالبيت إلا أن ذلك لم يمنع محبي غزال بالتجمع أمام منزله وإقامة الاحتفالات والأفراح منذ بداية الأسبوع الماضي، على غرار جميع المناسبات التي لعب فيها المنتخب الوطني. جيش، شعب معاك يا سعدان، والشبكة يا غزال.. على كل لسان ولدى زيارتنا للموقع نهار أمس، شهدنا حالة استثنائية بالمنطقة على غرار جميع مناطق الوطن لكن الخصوصية في كل هذا هو أن محبي غزال من أصدقائه وأقاربه وسكان دائرته تغنوا باسمه كثيرا مع تمنياتهم بأن يكون في الموعد ويهز شباك المنتخب الرواندي من خلال ترديد شعار: جيش، شعب معاك يا سعدان، الشبكة يا غزال. البليدة لمن استطاع والبقية تتجند للاحتفال في جميع ربوع الوطن بدأت الجماهير الجزائرية التي كان لها شرف الحصول على تذكرة الدخول إلى ملعب تشاكر، في شد الرحال باتجاه مدينة الورود منذ صبيحة أمس، فمنهم من فضل التنقل عبر القطار ومنهم من فضل حافلات النقل والبعض الآخر فضلوا استعمال سيارات الأجرة قصد ضمان تنقل مريح للوصل مبكرا لقلب الحدث والتمكن من الدخول مبكرا للملعب قصد تفادي أي مفاجآت غير سارة مثل ما حدث في المواعيد الماضية. ولعل الشيء السلبي في كل هذا أن الانتهازيين كانوا في الموعد مرة أخرى حيث ارتفع سعر التذاكر بالجهة الغربية إلى 2500 دينار وأكثر من ذلك في العديد من الأحيان في السوق السوداء رغم أن السعر الحقيقي هو 500 دينار فقط، وهو ما استاء منه العديد من أنصار "الخضر" الذين فضل السواد الأعظم منهم مشاهدة اللقاء على شاشة التلفزيون وإعداد أجواء عائلية وجماهيرية في المقاهي الشعبية أو عبر شاشات عملاقة سخرتها السلطات المحلية بالشوارع الكبرى لتمكين الجمهور من مشاهدة اللقاء في ظروف جيدة. تعزيزات أمنية مشددة قصد تفادي أي انزلاقات لعل الأجواء الحماسية التي تعيشها مدن الجزائر الكبيرة لم تنس الجهاز الأمني عن تأدية مهامه بشكل جدي حيث سخرت السلطات الأمنية بولاية تلمسان ومختلف مدن الجهة الغربية وكافة الوطن على العموم جميع قواتها التي وضعت على أتم الاستعداد للسيطرة على الوضع والحفاظ على الأمن العام للمواطنين قصد تفادي أي انزلاقات في ظل الأحداث الأليمة التي وقعت في المناسبات الماضية خاصة منها السرعة المفرطة والتجاوز الخطير إضافة إلى المبالغة في الفرح وهو ما جعل السلطات الأمنية تضع كافة الإجراءات لذلك. دعوات في المساجد من أجل توفيق البلاد كان أئمة المساجد خلال خطبة الجمعة الماضية على موعد مع الحدث حيث دعوا للبلاد بالخير والنصر متمنيين للمنتخب الوطني الفوز والانتصار قصد تحقيق حلم الجزائريين حيث كان لمعظم الأئمة رسائل مشفرة للشباب بدرجة خاصة قصد الابتعاد عن العنف والفرحة المفرطة مع الدعوة للنخبة الوطنية بتحقيق الفوز، كما دعوا للمسؤولين الساهرين على تسيير هذه الأمة بالخير والثبات في خدمة الوطن والعباد.