استهلت، أمس، محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة، افتتاح دورتها العادية الثالثة بالتحية التي ألقاها رجال الدرك الوطني لأعضاء هيئة الغرفة الثانية لمحكمة الجنايات، لتباشر الفصل في قضية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والتي راح ضحيتها شاب قاصر في 16 من العمر، بطعنة غدر على مستوى الصدر أردته قتيلا، فيما زج بالطرف الثاني إلى غياهب السجن ليقضي دهرا من الزمن. جلسة المحاكمة التي خيم عليها السكون خاصة عندما عرف الحضور أن الضحية قاصر والمتهم بتاريخ الوقائع لم يتجاوز 20 سنة، فبتاريخ 10 أوت من السنة الماضية وفي حدود التاسعة والنصف ليلا وعلى مستوى حي الحياة بجسر قسنطينة، تلقت وحدات الأمن نداء يعلمها بحدوث جريمة قتل بشعة بعين المكان وأن الضحية قد فارق الحياة في طريقه إلى مستشفى القبة، وعلى إثرها تنقلت قوات الأمن وبعد التحريات الأولية تمكنت من جمع معلومات مفادها حدوث مناوشات بين المتهم الذي كان في حالة فرار وشقيق الضحية الصغير المدعو ''عبد الرحمن'' حيث قام بالاعتداء عليه بواسطة قضيب خشبي ليتدخل عم هذا الأخير وفك الشجار، ليعود المتهم، الذي لا يسكن بالمنطقة بل كان يتردد على بيت جدته بسبب المشاكل العائلية، بعد ثلاثة أيام ويعيد الكرة حيث قام بصفع عبد الرحمين صاحب 14 سنة وطلب منه الدخول إلى بيت عائلته وفي هذه الأثناء خرج الضحية الذي أخذته العزة بالنفس والرافة بأخيه وتدخل لفك الشجا ر وطلب من هذا الأخير عدم التعرض إلى أخيه مرة ثانية، ولأن الجمع الغفير الذي كان هناك من أبناء الحي قاموا بفك الخصام، اغتنم المتهم الفرصة وتوجه إلى بيت جدته وسل سكينا وأخفاه بالقميص وتوجه مباشرة الى الضحية الذي كان متقدما وبخطوات ثابتة إلى المحل التجاري لشراء البيض الذي طلبته أمه لتحضير وجبة العشاء، ولم يعلم أبدا ان تلك الخطوات كانت تقوده إلى حتفه، حيث تقدم المتهم منه وقام بغرس السكين بصدره ليلفظ أنفاسه الأخيرة في الطريق إلى المستشفى. هذا مجمل مادار في جلسة للمحاكمة. هذه الوقائع أنكر نصفها المتهم لكنه أكد أنه قام بإحضار السكين ترقبا لأي شجار وأنه لم يكن ينوي قتل الضحية بل كان في حالة دفاع شرعي عن النفس ولم يكن في حالة فرار بل توجه إلى بيت عمه خوفا من أبيه ولم يسلم نفسه للشرطة لأنه لم يعلم أنه مات، أما عن أداة الجريمة فقد أكد أنه قام بغسل السكين وأرجعه إلى المطبخ. وبهذا الخصوص، فإن الوالد الذي تأسس كطرف مدني بدا متأثرا جدا ولم يستطع إخفاء مشاعره ولا دموعه التي كانت تنهمر لدرجة أنه كان يتكلم بصعوبة وأكد أنه لن يسامح المتهم أبدا، حيث ذكر حادثة قام فيها بإنقاذ حياة المتهم من سيارة سكير كانت ستدهسه في حين قام هو بقتل فلذة كبده، وأضاف الوالد أن ما حز في نفسه هو التشتت العائلي وتدهور حالته الاجتماعية لأن زوجته مرضت كثيرا بعد الحادث وفارقت البيت حزنا على ابنها وطلبت الخلع.