نظرت أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة، في قضية متهم بالقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والتي راح ضحيتها شاب قاصر لا يتجاوز سنه 16سنة، كان قد تلقى طعنه بواسطة سكين على مستوى الصدر أردته قتيلا، حيث تمت إدانة المتهم ب15 سنة سجنا نافذا، بعد أن التمس ممثل الحق العام عقوبة المؤبد في حقه.وبينما وقع خبر الإدانة كالصاعقة على عائلة المتهم، لم يشف ذلك غليل والد الضحية الذي ذرف دموع كادت أن تبكي كل من حضر الجلسة بداية من القاضية، لاسيما وأنه أكد أنه بسبب وفاة ابنه تفكك رباط الأسرة، بعد أن تعرضت زوجته إلى اضطربات جعلتها تطلب الخلع بعد عشرة زواج دامت 14سنة لتترك له أربعة اطفال دون أم ترعاهم. حيثيات القضية تعود إلى تاريخ 10أوت 2008وفي حدود التاسعة والنصف ليلا على مستوى حي الحياة بجسر قسنطينة، حيث تلقت وحدات الأمن بلاغا بحدوث جريمة قتل بشعة بعين المكان وأن الضحية القاصر قد فارق الحياة في طريقه إلى مستشفى القبة وبعد التحريات الأولية تمكنت قوات الأمن من تجميع معلومات مفادها حدوث مناوشات وشجار بين المتهم الذي كان في حالة فرار وشقيق الضحية الصغير المدعو عبد الرحمان، حيث قام بالاعتداء عليه بواسطة قضيب خشبي ليتدخل هذا الاخير ويفك الشجار ليعود المتهم الذي لا يسكن بالمنطقة، بل كان يتردد على بيت جدته بسبب المشاكل العائلية بعد ثلاثة أيام ويعيد الكرة، حيث قام بصفع عبد الرحمان صاحب 14سنة وطلب منه الدخول إلى بيت عائلته، وفي هذه الأثناء خرج الضحية وتدخل لفك الشجار وطلب من هذا الأخير عدم التعرض لأخيه مرة ثانية، ولأن الجمع الغفير الذي كان هناك من أبناء الحي قاموا بفك الشجار، اغتنم المتهم الفرصة وتوجه إلى بيت جدته وجلب سكينا أخفاه بالقميص وتوجه مباشرة إلى الضحية الذي كان متقدما وبخطوات ثابتة إلى المحل التجاري لشراء البيض الذي طلبته أمه لتحضير وجبة العشاء ولم يعلم أبدا أن تلك الخطوات كانت تقوده إلى حتفه، حيث تقدم المتهم منه وقام بغرس السكين بصدره، ليلفظ أنفاسه الأخيرة بالطريق إلى المستشفى وأكد والد الضحية الذي تأسس كطرف مدني هذه الوقائع التي أنكر نصفها المتهم، لكنه اعترف أنه قام بإحضار السكين تحسبا لأي شجار وأنه لم يكن ينوي قتل الضحية، بل كان في حالة دفاع شرعي عن النفس ولم يكن في حالة فرار، بل توجه إلى بيت عمه خوفا من أبيه ولم يسلم نفسه للشرطة لأنه لم يعلم أنه مات. أما عن أداة الجريمة، فقد أكد أنه قام بغسل السكين وأرجعه إلى المطبخ. أما النائب العام الذي ألقى التحية على هيئة المحكمة وحيا بالخصوص عمل الصحافة، فقد تحدث عن معظم النقاط القانونية وطالب بإنزال عقوبة السجن المؤبد في حقه، لتتم إدانة المتهم ب15 سنة سجنا نافذا.