تحولت أولويات الشعب المصري، خاصة الرياضي منه، مع اقتراب موقعة 14 نوفمبر القادم بين المنتخبين الجزائري والمصري، من الحديث عن انشغالات الحياة اليومية والتي بدت لنا صعبة بإقرار عدد كبير من الأشقاء المصريين بفعل غلاء المعيشة وكذا تقلص فرص الشغل وما إلى ذلك من المشاكل التي تشترك فيها أغلبية الدول العربية، إلى الحديث عن المباراة الموعودة والقمة الكبيرة بين المنتخبين المصري والجزائري بملعب القاهرة بعد أقل من أسبوعين، غير أن الحديث خلال هذه الأيام غير مركز بالأساس على حظوظ المنتخب المصري في التأهل وكذا المعسكر الإعدادي الذي بدأه منتخب "الفراعنة" منذ بداية هذا الأسبوع بمدينة أسوان في الجنوب المصري، ولا حتى على خيارات المدير الفني حسن شحاتة وعدم توجيه الدعوة لمهاجم الزمالك ميدو، أو عودة عبد الظاهر السقا بعد غياب طويل عن المنتخب، وما إلى ذلك من الأخبار، بل أن حديث المصريين أضحى واحدا موحدا في مختلف محافظات جمهورية مصر العربية، وهو عن تذاكر المباراة، فالكل يريد الذهاب إلى "ستاد" القاهرة يوم 14 نوفمبر القادم لمساندة المنتخب المصري في امتحانه الصعب أمام "محاربي الصحراء"، والحاسم في تأشيرة التأهل إلى المونديال بجنوب إفريقيا 2010، حيث القلق والترقب يسيطران على الشارع المصري وهو ما وقفنا عليه في العديد من المناطق بالعاصمة المصرية القاهرة، ونفس الأمر بالنسبة لباقي المحافظات خاصة وأن عدد التذاكر المتاحة للجماهير المصرية سوف لن تتعدى 67 ألف تذكرة على اعتبار أن باقي العدد سيخصص للرعاة الرسميين للمنتخب القومي المصري ولاتحاد الكرة المصري، إلى جانب المسؤولين الكبار الذين يرغبون في حضور المباراة، دون أن ننسى جانبنا الجزائري الممثل في الجماهير الجزائرية وفقا "للكوطة" التي خصصت لأنصار "الخضر" والتي لن تتعدى ألفي تذكرة، إلى جانب الرسميين من الجانبين الجزائري والمصري، في حين أن تعداد الشعب المصري السكاني وصل إلى 80 مليون سنتيم وكل هذا العدد يريد ولوج الملعب يوم 14 نوفمبر القادم، في حين أن الملعب يتسع ل80 ألف متفرج فقط وهو ما جعل الحديث هنا في مصر يدور حول كيفية اقتناء التذكرة والجميع متخوف من عدم تمكنه من مشاهدة اللقاء من الملعب. الاتحاد المصري يُطمئن ولا أحد يَطمئِن ويأتي كل ذلك على الرغم من التطمينات التي ما فتئ اتحاد الكرة المصري يطلقها ويوجهها للجماهير المصرية، حيث أكد أنه بإمكان كل من يريد حضور المباراة ومساندة المنتخب القومي المصري في امتحانه الصعب هذا أمام الجزائر، اقتناء التذاكر بصفة عادية وهذا من خلال الإطلالات الإعلامية المتكررة للأعضاء الفاعلين في الاتحاد المصري لكرة القدم لطمأنة الجماهير المصرية بعد الحديث والإشاعات، إلى أن يثبت العكس، المسيطرة على تفكير الشارع المصري من أن التذاكر سوف لن يتم طرحها وسيتم تسويقها لأطراف معينة، لكن وعلى الرغم من كل ذلك إلا أن الجمهور المصري غير مطمئن من كلام اتحاد الكرة إلى أن يتم تجسيده على أرض الواقع والجميع يتمنى أن لا يكون مجرد كلام موجه للتهدئة فحسب. أماكن بيع التذاكر "سرية للغاية" والجميع يسأل ولا إجابة مقنعة وما يزيد من المخاوف أكثر، هو عدم اتضاح الرؤية جيدا فيما يتعلق بأماكن بيع التذاكر في ظل التضارب الحاصل في الأخبار، فتارة يُقال أن التذاكر سيتم بيعها على مستوى اتحاد الكرة المصري المتواجد بمنطقة الجزيرة بالقاهرة المتاخمة لنهر النيل، على غرار ما يمسناه عند العديد من المصريين الذين قالوا أن التذاكر سيتم طرحها على مستوى ملعب القاهرة باعتباره سيحتضن المواجهة، غير أن آمالهم في اقتناء تذكرة المباراة اصطدمت بعدم توفرها بعد على مستوى شبابيك الملعب، ونفس الأمر بالنسبة للذين توجهوا إلى اتحاد الكرة المصري وهو ما جعل المخاوف تسيطر على نفوس المصريين من حدوث أمر ما قد يحرم العديد من الذين أبدوا إصرارهم على حضور المباراة في المدرجات يوم 14 نوفمبر القادم وعدم الاكتفاء بمتابعتها على التلفزيون، وهو ما وجدناه لدى العديد من المصريين الذين قصدوا اتحاد الكرة المصري لحظة تواجدنا فيه مع بداية هذا الأسبوع. محافظات مصر تطالب ب"كوطتها" من التذاكر والاتحاد المصري في حرج وإذا كان سكان العاصمة المصرية القاهرة محظوظين على اعتبار أن المباراة ستلعب بستاد القاهرة الدولي، وهو ما يمكنهم من الاطلاع عن قرب على كل كبيرة وصغيرة فيما تعلق الأمر بالتذاكر حتى وإن لن يسعف الحظ شريحة كبيرة من أبناء القاهرة من ولوج الملعب، علما أن عدد سكان العاصمة المصرية القاهرة قد تجاوز ال17 مليون نسمة، إلا أن سكان باقي المحافظات يبقون أقل حظا إن صح القول، على اعتبار بعدهم عن مكان الحدث، وفي هذا السياق بلغنا أن العديد من المحافظات المصرية قد طالبت بالحصول على حصتها من التذاكر قصد تمكين جماهيرها من الحصول على حصتهم في هذه المقابلة الحاسمة التي أضحت تشغل البال العام في مصر كما هو عليه الأمر في الجزائر، على اعتبار أنها حاسمة في المرور إلى المونديال بجنوب إفريقيا. غلاء التذاكر يثير سخط الشارع المصري بمقابل ذلك، فإن الانشغال الكبير الذي وجدناه عند المصريين يتمثل في غلاء التذاكر، على حد قولهم، بعد أن حدد سعر 30 جنيه مصري بالنسبة للمدرجات السفلى، و100 جنيه مصري بالنسبة للمدرجات العليا، أما بالمدرجات الموازية للمنصة الشرفية فقد تم تحديد سعر التذكرة ب 150 جنيه مصري، وهو ما اعتبره العديد من المصريين بمثابة استنزاف حقيقي لهم خاصة مع غلاء المعيشة وارتفاع معدل البطالة بالنسبة للشباب الذين سيشكلون العصب الرئيسي لمشجعي منتخب مصر في لقائه أمام الجزائر، وعلى الرغم من أن الاستياء قد بلغ مسامع المسؤولين في الاتحاد المصري إلا أن التذاكر تقرر الإبقاء على سعرها الحالي خاصة وأن حجم المباراة يتطلب مصاريف كبيرة سيعمد اتحاد الكرة على استعادة جزء معتبر منها من مداخيل المباراة.